
خاص موقع جمعية العمل البلدي
ما سيراه العالم بعد انتهاء العدوان على القرى الجنوبية الحدودية لن يقتصر على منازل مهدمة أو خدمات متضررة نتيجة غارات أو مدفعية العدو الإسرائيلي. tمن سيجول في المناطق الحدودية سيلحظ تغيراً لافتاً في حجم الأراضي الزراعية المثمرة أو الحرجية نتيجة تعمد العدو إحراق الأراضي بالقذائف الفسفورية والحارقة.
مئات الدونمات الزراعية تحولت إلى أراضٍ سوداء قاحلة. فبعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وتعمد إحراق الأراضي الزراعية في العام 2000، وما شهدته المنطقة في العام 2006، يعود العدو مجدداً لإحراق كل الأراضي التي عملت البلديات والأهالي على زراعتها على مدى سنوات لتحسين وجه المنطقة الأخضر، وإيماناً بضرورة الثروة الحرجية في الجنوب.
آخر اعتداءات العدو كان في بلدة بليدا الحدودية، فبعد سلسلة قصف متعمد للمنازل وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، تعمدّ العدو تحويل 400 دونم إلى أراضٍ جرداء سوداء. فالنيران التي اندلعت في أكثر من منطقة بوقت واحد طالت كروم زيتون ولوز وفلوات أعشاب وأشجار حرجية. أكثر من 13 فريقاً للإطفاء تدخل في عمليات السيطرة على الحريق وإطفائه، ولولا التعاون المشترك لكانت حجم الخسائر أكبر بكثير.
رئيس بلدية بليدا حسان حجازي، تحدث لموقع جمعية العمل البلدي، عن تعمدّ العدو إحراق الأراضي الزراعية في القرى الحدودية، وكيف تتحدّ فرق الإطفاء في البلديات والاتحادات في العمل منعاً لوصول النيران إلى المنازل، لافتاً إلى خطط جهّزت لما بعد العدوان، بالتعاون مع جهات مانحة وجمعية العمل البلدي لتعود القرى الحدودية خضراء "أجمل مما كانت".
الحريق الأكبر في الجنوب منذ بداية العدوان
يقول حجازي إن العدو يسعى منذ بداية العدوان إلى تحويل المنطقة الحدودية إلى أراضٍ قاحلة غير قابلة للسكن. فتارة يدمر منازل المدنيين وطوراً يتعمد استهداف البنى التحتية من شبكات فوق الأرض وتحتها ومحطات المياه والكهرباء وغيرها. وضمن خطته لم تسلم الأراضي الزراعية والحرجية من الاعتداءات والقصف الفسفوري وبالقذائف الحارقة، وكانت آليات البلدة للإطفاء وبعض القرى المحيطة تحضر سريعاً للحد من انتشار الحريق وإطفائه.
وعن الحريق الأخير، يؤكد رئيس بلدية بليدا أنه كان الأكبر في الجنوب منذ بداية العدوان، فما أقدم عليه العدو هو تعمد قصف أكثر من منطقة بوقت واحد، وساعدت حرارة الطقس ووجود الأعشاب بين الأراضي الحرجية على اتصال الحرائق ببعضها ليشكل حريقاً ضخماً استدعى تضافر الجهود المشتركة.
يشير حجازي إلى أنه أول ما وصلت آليات الإطفاء التابعة لبلدية بليدا إلى مناطق الحريق استدعت دعماً من اتحاد بلديات بنت جبيل واتحاد بلديات جبل عامل. على الفور بدأت الآليات القريبة بالحضور إلى نقاط الحريق. ولأن حجم الحرائق يفوق القدرات المتاحة، تم طلب المزيد من العون من البلديات المحيطة.
10 بلديات لبّت نداء الاستغاثة في بليدا
أكثر من 10 بلديات لبّت نداء الاستغاثة في بليدا. فرق الإطفاء من القرى القريبة حضرت لتساند في إخماد الحريق: بنت جبيل، عيناتا، كونين، عيترون، شقرا ودوبيه، ميس الجبل، يارون، طلوسة، قبريخا، إضافة إلى فرق الدفاع المدني اللبناني ببلدة ميس الجبل. يقول حجازي إنه "بعد جهد جهيد استمر 7 ساعات تمت السيطرة على النيران، ولولا الجهود المشتركة لكانت الخسائر أكبر بكثير".
وبعد شكر كل الجهات التي ساهمت في دفع الضرر عن بليدا وأراضيها ومنازلها، يؤكد رئيس البلدية حسان حجازي في حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، أن حجم الجريمة يستدعي تعزيز تجهيزات فرق الإطفاء في القرى الحدوديةً لتكون على أهبة الاستعداد للتصدي لأي عمل مماثل. فلولا اتحاد الإمكانيات لكانت أضرار الحريق أكبر، ولربما تمدد بين قرية وأخرى آكلاً معه كل منازل المدنيين الصامدين أو النازحين قسراً عن البلدة.
يختم حجازي حديثه بعد الشكر لكل المساهمين بعمليات الإطفاء، بالتأكيد على خطط البلدية لما بعد انتهاء العدوان. ويشير إلى أنه سيتم بالتعاون مع الجهات المانحة وجمعية العمل البلدي وجهات البناء، توزيع الأشجار المثمرة على المزارعين، وإقامة حملات لزراعة الأشجار في المناطق الحرجية وشجر الزينة على جوانب الطرقات بما يعيد لبليدا والقرى المحيطة جمالها الأخضر ويؤكد للعدو أنه مهما فعل لن تكون قرانا الأمامية خالية من أهلها ولن تكون أراضيهم سوداء قاحلة. ويضيف لن تنال "نيران النمرود" من عزيمتنا وسنعيد غرس كل المساحات بالشجر وسنعتني بها لتكون كل جرود بليدا أراضٍ زراعية بهية المنظر وأجمل مما كانت.
تاريخ النشر:2024-07-18