خاص موقع جمعية العمل البلدي - كوثر حمزة
مستفيدة من مواردها المحلية ودعم الجمعيات والمنظمات الدولية، تكافح البلديات في مواجهة التحديات المتعددة التي تطرأ، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد.
ولعل اكبر تحديات البلديات تأمين المياه للقاطنين ضمن نطاقها الجغرافي، اذ تعتبر تلك خدمة العبئ الاكبر والاصعب. رغم ذلك نجحت الكثير من البلديات بتجاوز الازمة عبر حفر الآبار الارتوازية واقامة مشاريع الطاقة الشمسية عليها، فضلاً عن صيانة الشبكات وبناء الخزانات.
لبلدية الوردانية تجربة رائدة وناجحة، بتأمين المياه لأهلها الصامدين في الجنوب والنازحين اليها من القرى الحدودية. رئيس بلدية الوردانية علي بيرم يتحدث لموقع جمعية العمل البلدي عن التجربة، وكيف تجاوزت البلدية الملف الاصعب مستفيدة من دعم الجهات المانحة والاهالي.
يقول بيرم إنه بعد إنشاء بئرين ارتوازيين وخزان بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 400 ألف دولار، لجأت البلدية إلى الطاقة الشمسية لتخفيف عبء تكلفة المازوت لتشغيل المضخات. مستفيدة من الايادي البيضاء انجز مشروع الطاقة الشمسية لأحد الآبار بتكلفة بلغت 80 ألف دولار أمريكي، كجزء من استراتيجيتها المستدامة للاستفادة من الموارد المتاحة.
ولزيادة فعالية عمل المشروع خلال فصل الشتاء، سعت البلدية لتأمين مصدر كهرباء ثانٍ لمضخات البئر عبر "خط الخدمات" الذي يوفر 20 ساعة من الكهرباء يوميًا. ويغذي الخط المرافق الأساسية في الدولة، والمستشفيات والمطارات، وهو موصول الى مستشفى سبلين المجاورة للمضخات.
يشير بيرم الى إنه بعد موافقة وزارة الطاقة، استطاعت البلدية توصيل الكهرباء لمضخات البئرين بلكفة زادت عن 30 الف دولار. يشرح ان كبلات الكهرباء والحفريات والشبكة وغيرها لتشغيل البئر الأول بلغت 16 ألف دولار وبلغت للبئر الثاني 15 ألف دولار. بذلك نجحت البلدية بتشغيل البئرين بالكهرباء مستغنيةً عن المولدات التي تعتمد على المازوت فضلاً عن كلفة الصيانة الدورية.
ومع ازدياد عدد السكان في الوردانية بحلول العام 2023، عادت أزمة المياه لتظهر خلال فصل الصيف. يؤكد بيرم في حديثه لموقعنا إن البلدية اتخدت اجراءات سريعة لحل المشكلة عبر بناء خزان جديد وحفر بئر ارتوازي ثالث.
وبموافقة من وزارة الطاقة، قامت البلدية بتدشين "خط الخدمات" للطاقة الكهربائية خاص ببئر الجديد "راس الشومر" والمركز الصحي للبلدة، لتعمل الابار الثلاثة على خط كهربائي تصل التغذية فيه الى حدود 20 ساعة.
يضيف رئيس بلدية الوردانية إن الكابل الجديد للبئر الثالث بلغت كلفته 51 ألف دولار تبرعت الحكومة الإيطالية منها بـ 42 ألف دولار كهبة لتغطية تكاليف التجهيزات.
بهذه الخطوات، استطاعت بلدية الوردانية حل أزمة المياه خلال فصل الصيف، لتمتلك حالياً ثلاثة آبار تعمل على مدار الساعة، بالإضافة إلى خزانين لتخزين المياه، ما يضمن استمرارية توفير الخدمة لسكان المنطقة وبتوزيع عادل.
رغم التحديات التي تواجهها البلدية، يعد بيرم في ختام حديثه لموقع جمعية العمل البلدي بمواصلة العمل وبذل الجهود لضمان استمرارية تقديم الخدمات الأساسية وتحقيق أفضل مستويات الراحة للسكان.
ويشكر رئيس البلدية جميع المساهمين بإتمام المشاريع بما فيهم جمعية العمل البلدي على المساعدة، اذافة الى ذوي الايادي البيضاء من الاهالي على تعاونهم مع البلدية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها.
تاريخ النشر:2024-08-26