
خاص موقع جمعية العمل البلدي - نور شعبان
رغم الدمار الهائل الذي لحق بالجنوب اللبناني، واستهدافه بشكل همجي من قبل الاحتلال، لا تزال البلديات تشق طريقها نحو إعادة الحياة للبلدات المنكوبة. فتعمل البلديات بكل ما أوتيت من إمكانيات رغم التحديات والصعاب، سعيًا لإعادة أهالي الجنوب إلى أراضيهم. ورغم أن العديد منها، بما في ذلك حولا، تعرضت لدمار كلي في بنيتها التحتية والخدمية، إلا أن الجهود البلدية لا تزال مستمرة في تأمين عودة الأهالي.
رئيس بلدية حولا شكيب قطيش أكد أن حجم الدمار في حولا من منازل ومحال تجارية يفوق 90%، واصفًا البلدة بالمنكوبة. وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، قال إن المنازل التي لم تدمر أُحرِقت أو تضررت بشكل يحول دون الاستفادة منها، وهي تحتاج إلى إعادة إعمار تتطلب وقتًا وكشوفات من مهندسين.
ولم تسلم الممتلكات العامة من همجية الاحتلال، فقد أقدم العدو على تسوية مبنى البلدية بالأرض، فيما تعرضت المدرسة الرسمية والمستوصفات لدمار كلي. "الخدمات العامة معدومة في حولا"، يشير قطيش، ويضيف: "تم تجريف البنى التحتية بشكل كامل من قبل الاحتلال، حتى اعتدى على الآبار الارتوازية وخزانات المياه التي تغذي حولا، وكذلك تضررت محطات الكهرباء وأعمدة التيار الكهربائي".
أما بالنسبة للقطاع الزراعي الذي يعتمد عليه الكثير من سكان حولا، فقد أصابه كما العمرات دمار كامل. وكان أهل حولا يعتمدون على زراعة الحبوب والزيتون والدخان، لكن حرمان الأهالي من مواسمهم لأكثر من سنة ونصف بسبب التهجير القسري، وإحراق الزيتون والجرف الواسع، غيّر معالم الأراضي الزراعية وأعاق الاستفادة الفورية منها.
ورغم الصعوبات، تعمل البلدية على إعادة الحياة، يؤكد رئيس البلدية في حديثه لموقعنا. ويضيف أنه منذ اليوم الأول الذي استطاعت فيه البلدية الوصول إلى حولا، عملت سريعًا على فتح الطرقات وردم الحفر الكبيرة لتأمين وصول الناس إلى منازلهم. وبالتعاون مع مجلس الجنوب والجيش اللبناني، تم تأمين الآليات لفتح الطرقات ورفع السواتر الترابية التي خلفها العدو، وتم تنظيف الطرقات الرئيسية والفرعية.
وشدد قطيش على أن البلدية تعمل وفق خطط واضحة لإعادة الخدمات العامة والبنية التحتية. فتواصلت مع مؤسسة كهرباء لبنان، ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي، ووزارة الاتصالات، وعقدت لأجل ذلك اجتماعات مع مسؤولي العمل البلدي في مجلس الجنوب، إذ تعتبر البلدية العمل على إعادة الخدمات العامة أولوية في خطتها لما بعد انتهاء العدوان.
وقال قطيش إن خطة البلدية شملت إعادة الإعمار وأعمال الصيانة، وعودة التجارة. وتسعى البلدية لتشجيع أصحاب المحلات التجارية على العودة إلى حولا، تمهيدًا لعودة الحياة إلى البلدة تدريجيًا. ولم يلقَ نداء رئيس البلدية لمؤسسات الدولة آذانًا صاغية حتى الآن، إذ تقتصر الجهود على أعمال البلدية بالتعاون مع مجلس الجنوب وبعض الخيرين.
وفي ختام حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، قال قطيش إن القرى الجنوبية، خاصة الحدودية منها، ستبقى صامدة رغم الإهمال والمصاعب التي تواجهها منذ سنين طويلة، واعدًا بأن تعمل البلدية جاهدة لعودة الحياة إلى البلدة وتكامل الطاقات لسد الاحتياجات، خاصة الخدمية منها.
تاريخ النشر:2025-03-03