
خاص بموقع جمعية العمل البلدي - نور شعبان
لم يمنع حجم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على جنوبي لبنان، وخصوصا القرى الحدودية منها، من عودة العمل إلى إعادة إعمار وعودة الحياة تدريجيا اليها. هذا ما قامت به بلدية بني حيان، مستعينة بعزيمة الأهالي العائدين إلى قراهم رغم الصعوبات والتهديدات.
رئيس بلدية بني حيان يحيى جابر، شرح أن عمليات النسف والتخريب غيّرت ملامح البلدة. وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، قال إن 30% من البيوت دُمّرت بشكل كامل، أما باقي المنازل فكانت الأضرار فيها متفاوتة بين جسيمة ومتوسطة.
أما بالنسبة للمرافق العامة، فقد طالت يد العدوان العديد من المراكز الحيوية. ويشير جابر إلى أنه تم إحراق وتدمير مبنى البلدية بالكامل، بما في ذلك جميع محتوياته من أجهزة حواسيب، مفروشات، وأوراق رسمية. كما أُحرقت المراكز الثقافية والدينية في البلدة، من بينها المسجد ومراكز العبادة، إضافة إلى المستوصف الذي كان يقدم خدمات صحية أساسية للمواطنين. كذلك، دُمرت آليات البلدية بما في ذلك الشاحنات المخصصة للنفايات وسيارات الخدمات البلدية.
أما عن قطاع الخدمات العامة، فيصف جابر الأضرار بالجسيمة، حيث دُمرت أعمدة التيار الكهربائي بشكل كامل، وجُرفت شبكات الكهرباء، ما حال دون وصول التيار الكهربائي إلى البلدة. آبار المياه الارتوازية لم تسلم أيضًا من اعتداءات العدو، ولم يبقَ حاليًا سوى بئر واحد.
القطاع الزراعي نال نصيبه من الاعتداءات، إذ تأثر بشكل كبير جراء العدوان. وقد تضررت أراضي الزيتون، واقتلعت الخيم الزراعية. أما مزارع المواشي، فقد جُرفت أراضيها مما دمّر مصدر رزق للعديد من العائلات في البلدة.
حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبلدة، لم يثنِ عزيمة بلدية بني حيان. ففور انسحاب الاحتلال منها، باشرت البلدية بفتح الطرقات التي أغلقها الاحتلال، وبالتعاون مع مجلس الجنوب، تم تنظيف الطرقات من الردميات لتصبح سالكة أمام السيارات كافة.
وفيما يتعلق بالخدمات العامة، بدأت البلدية بالعمل على إصلاح شبكة المياه التي تضررت بشكل كبير. وتم تجهيز خطة طوارئ للعمل على صيانة شبكات المياه. كما تواصلت البلدية مع مؤسسة كهرباء لبنان لصيانة الأعمدة والمحطات وتأمين التيار الكهربائي بأسرع وقت ممكن.
متابعةً لأعمال رفع الأنقاض وأعمال الترميم، جُهزت قاعة مؤقتة بديلاً عن المبنى البلدي الذي دُمّر بالكامل. ومن هذه القاعة، يشرف المجلس على سير العمل بالتعاون مع جمعية جهاد البناء لتطبيق خطة إعادة تأهيل مراكز البلدية والمرافق العامة.
يختتم رئيس بلدية بني حيان يحيى جابر، حديثه لموقعنا بالتشديد على أنه رغم الظروف الصعبة لن تفقد البلدية عزيمتها لإعادة الحياة تدريجيًا، فتعمل جاهدةً على رفع الأنقاض والمساهمة في تأمين التعويضات لبدء أعمال البناء والترميم.
تاريخ النشر:2025-03-05