
خاص موقع جمعية العمل البلدي - نور شعبان
لم تنتهِ معاناة بلدات جبل الريحان بانتهاء الحرب، فمع موجات الصقيع المتتالية، وجد الاتحاد نفسه في تحدٍ جديد، يتمثل في رفع الثلوج والجليد اللذين يهددان حركة سير السيارات ويعرقلانها في المنطقة.
وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، قال رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان باسم شرف الدين، إن الاتحاد تعامل حتى الآن مع ثلاث موجات صقيع قاسية، متعاونًا مع رؤساء البلديات والدفاع المدني لضمان بقاء الطرقات سالكة قدر الإمكان والتأكد من أمان السيارات العابرة عبرها. وأضاف: "عند كل عاصفة، يباشر الاتحاد منذ ساعات الصباح الأولى بتقييم وضع الطرقات، وتحديد مستوى تراكم الثلوج وامتداد الجليد، ليتم بناءً على ذلك تجهيز الآليات اللازمة."
ولفت شرف الدين إلى أنه خلال آخر موجة صقيع ضربت لبنان، سارع الاتحاد إلى تفقد حال الطرقات وأرسل آليتين بالتعاون مع الدفاع المدني وكشافة الرسالة لفتح الطرق في سجد، القطرانة، كفرحونا، وجزين، ما سمح بإعادة الحركة تدريجيًا إلى هذه المناطق.
كما عمل الاتحاد على رش الملح فوق الجليد في محاولة للحد من خطورته، مع فرض إجراءات احترازية، منها التأكد من أن سيارات الدفع الرباعي وحدها تستخدم بعض الطرقات الجبلية لتجنب الحوادث. كذلك، استمر الاتحاد في التواصل مع وزارة الأشغال لضمان تعاون أوسع في مواجهة هذه الظروف القاسية.
أما على صعيد تأمين وسائل التدفئة للأهالي، فقد شكلت هذه المسألة تحديًا كبيرًا هذا العام. فالحرب الأخيرة أثرت بشكل مباشر على قدرة السكان على جمع الحطب، كما فقد الاتحاد التواصل مع العديد من الجمعيات التي كانت تقدم مساعدات في هذا المجال.
ومع ذلك، لم يستسلم الاتحاد لهذه الأزمة، وسعى جاهدًا إلى توفير الدعم للعائلات المحتاجة، متخذًا كل الوسائل المتاحة لضمان أن يكون لدى كل منزل وسائل تدفئة.
شرف الدين وصف الوضع بعد الحرب بأنه صعب للغاية، في ظل غياب شبه تام للدولة وعجز الموازنة عن توفير الدعم المطلوب، لكنه أكد أن الاتحاد، حتى في ظل هذه التحديات، لن يتوانى عن بذل كل ما بوسعه، ولو من خلال المساهمات الخاصة، لخدمة المواطنين.
"صحيح أن الحرب فرضت قيودًا كثيرة، لكننا لن نسمح بأن يبقى أحد في بلداتنا دون تدفئة"، يقول شرف الدين لموقعنا، ويشير إلى أن الاتحاد يبقى على أتم الاستعداد لمواجهة أي موجات برد، مهما كانت قسوتها.
تاريخ النشر:2025-03-07