
خاص موقع جمعية العمل البلدي - غدير عبد الساتر
في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديدًا في بلدية حارة حريك، كُتبت حكاية صمود قلّ نظيرها، وحكاية نهوض من تحت الرماد لم تكن مجرّد إعادة إعمار، بل كانت إثباتًا حيًا على أن الإرادة أقوى من الدمار.
على الرّغم من العدوان الإسرائيلي الكبير الذي صبّ في قلب حارة حريك لم تخضع ولم تستسلم، بل جعلت من الدمار فرصة لإعادة التماسك والبناء من جديد مستندة إلى رؤية واضحة، وإدارة بلدية واعية، وأهالي آمنوا بقدرتهم على التغيير.
تحديات عمرانية، اقتصادية، وخدماتية انهالت على كاهل بلدية حارة حريك، لكنها تحوّلت إلى فرص للنهوض والتطوير، لتصبح اليوم نموذجًا في التخطيط والعمل البلدي الجاد.
في حديث خاص لموقع جمعية العمل البلدي، أكّد نائب رئيس البلدية صادق سليم، أن أحد أبرز الأهداف الحالية يتمثل في إعادة تنظيم وترتيب الوظائف داخل البلدية، بعد النقص الكبير في الكادر البشري، لافتًا إلى حالة التقشّف التي تعيشها البلديات عمومًا، ومحاولات تحسين الموارد وتعزيز الجباية.
كما وجّه سليم رسالة إلى الأهالي، دعا فيها كل من يستطيع المساعدة إلى عدم التردد، مؤكدًا أن البلدية لا تمارس أي ضغط، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي خلّفتها الحرب، لكن المساهمة في دفع المستحقات تساعد بشكل مباشر في تحسين الخدمات المقدّمة.
وعن المشاريع الجديدة، كشف سليم أن البلدية تنظم نشاطات تعليمية للطلاب الحائزين على شهادات رسمية، بالإضافة إلى دورات في المواد الأساسية والكمبيوتر، إلى جانب العمل على تحسين الوضع الإداري للبلدية وتنظيم أمور السير.
ليست حارة حريك مجرّد مساحة جغرافية على خارطة الضاحية، بل هي شاهد حيّ على قدرة المجتمعات على تجاوز المحن عندما تتضافر الجهود وتُستثمر الإرادة في البناء لا في اليأس. ما تسعى البلدية لتحقيقه، أكبر من هذا بكثير على الرغم من التحديات الكبيرة، وهو ثمرة شراكة بين إدارة واعية، وأهالٍ لم يتخلّوا عن أرضهم رغم الألم. وبين التحديات والمبادرات، تبقى حارة حريك مثالًا على أن النهوض الحقيقي يبدأ من الإيمان بالناس، وبأن ما تهدمه الحروب، تبنيه عزيمة لا تلين.
تاريخ النشر:2025-06-04