موقع جمعية العمل البلدي

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، وتحديدًا في محافظة جبل لبنان يوم الأحد في 4 أيار، تتكثف التحضيرات لهذا الاستحقاق في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، وفي وقت تلعب فيه البلديات واتحاداتها دورًا متقدّمًا لسدّ الفراغ الحاصل في أداء مؤسسات الدولة.

مدير مديرية العمل البلدي في بيروت عباس ياغي، تحدث في مقابلة لـ"إذاعة النور" عن أبرز الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن البلديات، وبدعم مباشر من حزب الله، تمكنت من تنفيذ مشاريع تنموية وخدماتية واسعة، رغم التحديات الكبيرة التي فرضها الانهيار الاقتصادي في البلاد.

مشاريع خدماتية  وطرقات جديدة

وبحسب ياغي، فقد تم تزفيت أكثر من 160 ألف متر مربع من الطرق في الضاحية الجنوبية، بتمويل مباشر حزب الله، إضافة إلى تأهيل عدة شوارع رئيسية ومنها شارع المدرسة الايرانية خلف مطعم الساحة وجادة الشهيد هادي نصر الله على المريجة وشارع ابي طالب وتحويل شارع الشهيد قاسم سليماني إلى شارع نموذجي.

كما تم تركيب إشارات مرورية حديثة وتأهيل 12 تقاطعًا، واستحداث 900 إشارة طرقية، وإنشاء مواقف سيارات عامة، وتفعيل دور شرطة البلديات لتغطية 52 نقطة تقاطع.

وفي ما يتعلق بالبنى التحتية، أُنجزت أعمال مهمة في شبكات الصرف الصحي امتدت لأكثر من 9 آلاف متر، بما في ذلك فصل مياه الأمطار عن الصرف الصحي، ومعالجة مشاكل نهر الغدير الذي طالما تسبّب بكوارث بيئية في المنطقة وأدى في بعض الأحيان الى وفيات.

دعم متواصل في ظل غياب الدولة

أوضح ياغي أن البلديات في الضاحية الجنوبية لبيروت تصدّت أيضًا لمشاكل أساسية كالمياه والكهرباء والنفايات. ففي منطقة الأوزاعي، أُنشئ خزان مياه وتم تأمين أكثر من 2000 وصلة منزلية لمياه الشرب. كما تم تركيب 8 خزانات مياه إضافية في مناطق متعددة، فضلًا عن إنشاء محطة تحويل كهرباء في جادة الشهيد هادي نصر الله وتأمين إنارة للشوارع الرئيسية.

أما في ملف النفايات، لفت ياغي إلى أن اتحاد بلديات الضاحية تمكن من تفادي أزمة بيروت عام 2015 من خلال تأمين أماكن مخصصة لتجميع النفايات فيها ورفعها يوميًا من الشوارع على عكس منطقة بيروت التي عانت كثيرا من هذه الأزمة حينها.

البعد الصحي
أما على الصعيد الصحي، وتحديداً في جائحة كورونا، فتم تجهيز المراكز الصحية في مختلف البلدات بالتعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية، بكلفة تقارب مليوني دولار. وتم تجهيز مركز الأشعة في الغبيري لتستفيد منه الناس، وافتتاح مركز "خير الناس" لإعارة المعدات الطبية، إضافة إلى توفير سيارات إسعاف ومراكز حجر صحي ومستلزمات المعوقين .

في ملف سلامة الغذاء، فقد أكّد أنه تم إجراء أكثر من 100 ألف كشف على المؤسسات الغذائية، واتُخذت إجراءات بحق 3500 مؤسسة، في خطوة لافتة  تهدف لحماية صحة المواطنين.

العملية الانتخابية والتزكية

وحول الشق الانتخابي، أشار ياغي إلى أن ما يقارب 62 بلدية في جبل لبنان فازت بالتزكية حتى الآن، مشددًا على أهمية هذا الخيار كوسيلة للحفاظ على التوافق وتجنّب الانقسام داخل العائلات والبلدات، قائلا: "نحترم جميع الآراء، لكن نعتبر التزكية الخيار الأفضل إذا تحقق التفاهم، الماكينة الانتخابية جاهزة، وقد اكتملت التحضيرات الانتخابية في الغبيري، برج البراجنة، وحارة حريك، مع إطلاق اللوائح الخاصة بها".

خطة عمل جاهزة وتنمية مستدامة

وأضاف ياغي أن العمل البلدي لا يقتصر على تنفيذ المشاريع فقط، بل يتطلب رؤية واستراتيجية تنموية، وأن مديرية العمل البلدي تضع خطة سنوية لتقييم الثغرات ومعالجتها. واضاف:"سيكون لدينا على مستوى المشاريع المستقبلية خطة تأهيل شبكة الصرف الصحي وفصل مياه الامطار من ساحة الامام الحسين (ع) الى ساحة المريجة وإنشاء شبكة مياه امطار في المريجة، وتأهيل البنى التحتية في حارة حريك موقع استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وبدأ العمل فيها، وتأهيل البنى التحتية في المريجة ايضاً في مكان استشهاد الامين العام لحزب الله السيد هاشم صفي الدين واستبدال خزانات مياه مشروع العباس بخزانات جديدة لكي تكون صحية اكثر".

وفي ختام المقابلة دعا ياغي الناخبين للمشاركة في الانتخابات البلدية، قائلًا: "هذه مسؤولية وطنية، وعلى الجميع أن ينزل ويصوّت للائحة المقاومة، وفاءً لتضحيات الشهداء وحرصًا على استمرار مسار التنمية والخدمة".