
موقع جمعية العمل البلدي
في ظل اقتراب الاستحقاق البلدي المقرر في 11 أيار لمنطقة شمال لبنان، تتجه الأنظار إلى محافظة عكار، حيث يتقاطع الحرمان التاريخي على كافة الصعد مع طموحات أبناء المنطقة بالتغيير وتحسين الواقع الإنمائي والخدماتي.
وفي مقابلة خاصة مع إذاعة النور ، تحدث مدير مديرية العمل البلدي في الشمال سامر قبلان، عن معاناة مزمنة تعيشها عكار على مختلف الصعد، من بنى تحتية متهالكة، إلى غياب شبكات الكهرباء والمياه، وصولًا إلى افتقار المنطقة للخدمات الصحية الأساسية. ورغم هذا الواقع القاسي، يشدد قبلان على أن لعكار مقومات قوة حقيقية تبدأ من أهلها الذين يصفهم بأنهم "أهل نخوة ووفاء"، وتصل إلى طبيعتها الزراعية وحدودها الاستراتيجية.
ويضيف قبلان: "عكار كانت دائمًا في قلب الوصية، وخصوصًا من أيام مجزرة التلال، عندما وجّه الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله بضرورة الوقوف إلى جانب أهلها"، مأكداً على تدخلات العمل البلدي حينها من خلال دعم المستوصفات، تأمين المحروقات، دعم الثروة الحيوانية، وتقديم خدمات في مجال الطب البيطري، وكلها خطوات ساهمت في التخفيف من آثار الإهمال على المنطقة.
وعند سؤاله عن أبرز الحاجات الإنمائية اليوم في محافظة عكار، يلفت إلى أن الاستشفاء ما زال أزمة حقيقية بسبب بُعد المسافات بين المستشفيات والمنازل، إضافة إلى تدهور شبكة الطرقات، خصوصًا في المناطق الحدودية. ويضيف أن المدارس الرسمية موجودة، لكنها موزعة بطريقة تزيد من معاناة الطلاب، خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي.
بلديات أنهكها الإنهيار
ويشير قبلان إلى أن البلديات المنتخبة في 2016 لم تعمل فعليًا إلا ثلاث سنوات، قبل أن تداهمها الأزمات المتتالية من الانهيار المالي والأزمة الاقتصادية وصولا الى تفشي جائحة كورونا، ومع خسارة البلديات لدعم موازناتها، أصبح تدخل العمل البلدي ضروريًا لضمان الحد الأدنى من الخدمات، مثل رفع النفايات وتشغيل الآبار ودعم الموظفين.
وفي مداخلة هاتفية لرئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط كشف عبود مرعب حيث كشف عن واقع مأساوي آخر قائلا: "نحن عم ندفع من جيبة الشعب لنشيل نفاياته"، مضيفًا أن الاتحاد يضم 12 بلدية، يعيش فيها نحو 27 ألف نازح سوري منذ عام 2011، ما ضاعف من التحديات.
ويؤكد مرعب وجود معمل متكامل لإدارة النفايات في المنطقة، مُجهّز من الأمم المتحدة بقيمة 7 ملايين يورو، لكنه لا يزال متوقفًا عن العمل لأسباب مختلفة. ويشدد على أن تشغيل هذا المعمل هو أولوية قصوى لما له من أثر مباشر على الصحة العامة والبيئة.
خطط وتخطيط .. ولكن!
وبالعودة إلى سامر قبلان، استعرض دور العمل البلدي في تمكين البلديات من خلال التخطيط الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن أغلب البلديات تعاني من ضعف في هذا الجانب، ما ينعكس على استمرارية المشاريع. ويؤكد أن التخطيط يشمل عدة محاور: الصحة والتعليم، البيئة والزراعة والسياحة، والإدارة والتواصل مع المواطنين.
كما أوضح عمل برامج الدعم المعلوماتي التي تشمل الأرشفة والمحاسبة إضافة إلى الاستشارات القانونية، وخدمة التدقيق المالي، والمبادرة الجديدة "تفعيل الإعلام البلدي" لتسليط الضوء على إنجازات البلديات وهمومها.
ويؤكد قبلان: "التحدي الأكبر ليس فقط مالي، بل في كيفية الاستمرار رغم الضعف"، مشددا على أهمية تدريب وتأهيل المجالس البلدية الجديدة، وعلى ضرورة تعاون المواطنين مع البلديات ومعرفة دور البلديات وواجباتهم اتجاهاها ، من خلال الالتزام بدفع الرسوم، وتفهم حدود الصلاحيات البلدية.
ختم مدير مديرية العمل البلدي في الشمال سامر قبلان كلامه بتوجيه تحية لأهالي عكار، الذين كانوا دائمًا في طليعة من وقف إلى جانب المقاومة، داعيًا المواطنين إلى التصويت الواعي في 11 أيار، بعيدًا عن الانحيازات العائلية، من أجل بناء مجالس بلدية فاعلة تعكس هموم الناس وتطلعاتهم.
تاريخ النشر:2025-05-08