
خاص موقع جمعية العمل البلدي - غدير عبد الساتر
شعت كغيرها من البلدات البقاعية الصامدة، تنهض اليوم بسواعد أهلها وبلديتها، وتعيد بناء ما هدمته الحرب، لتؤكد من جديد أن الحياة لا تُقهر ما دامت هناك إرادة حقيقية وعزيمة لا تلين
وفي حديث خاص مع موقع جمعية العمل البلدي، اوضح رئيس بلدية شعت علي العطار أن أولى خطوات البلدية بعد وقف إطلاق النار كانت إزالة الأنقاض من الطرقات، وفتح الممرات أمام الأهالي، تمهيدًا لعودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها.
وأضاف: "بدأنا مباشرةً بوصل خطوط الكهرباء المتضررة بالتعاون مع شركة الكهرباء، كما عملنا على تصليح شبكات المياه المتضررة، واستمر ضخ المياه إلى أهالي القرية دون انقطاع رغم الظروف الصعبة".
ولم تغفل البلدية عن الوضع الاجتماعي والمعيشي، إذ أكد العطار أن البلدية وزّعت السّلال الغذائية التي قدمها مجلس الإنماء والإعمار – مجلس إنماء الجنوب، حرصًا منها على دعم صمود الأهالي وتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية.
كما بادرت البلدية إلى تأمين مساعدات مالية على شكل بدل إيجار شهري للأهالي الذين تضررت منازلهم وباتوا مستأجرين، في خطوة تهدف إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي خلفتها الحرب.
وفي هذا السياق، أشار العطار إلى دخول مساعدات مالية بقيمة 150 ألف دولار خلال الشهرين الماضيين، جرى توزيعها على نحو 750 عائلة في البلدة، حيث استفادت كل عائلة بمبلغ تراوح بين 200 و250 دولارًا، بدعم من إحدى الجمعيات الفاعلة في المنطقة
أما في ما يخص النظافة العامة، فأشار إلى أن البلدية واصلت أعمال جمع النفايات بشكل دوري، وحافظت على نظافة الشوارع والأحياء، لتبقى البيئة سليمة وصحية رغم صعوبة الظروف.
وفي ملف الإنارة، أوضح أن البلدية عملت على إصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة الإنارة العامة، كما جرى تعزيز استخدام الطاقة الشمسية في البلدة، في ظل شحّ الكهرباء ومصاعب التغذية من الدولة.
وأضاف: "أمّنا مادة المازوت لتشغيل المولدات الأساسية، كما ركّبنا نظام طاقة شمسية للبير الثاني داخل البلدة، بهدف ضمان استمرار تأمين المياه للأهالي".
كما لفت إلى أن البلدية تعمل حاليًا على تأمين طرمبة جديدة لبئر المياه المحلي، بعد احتراق الطرمبة القديمة، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على استمرارية خدمة المياه.
وأكد أن ملف صيانة الطرقات هو أيضًا على رأس أولويات البلدية، مشيرًا إلى أن الأعمال التمهيدية لتزفيت الطرق ستنطلق خلال اليومين القادمين، بما يضمن تسهيل حركة التنقل داخل البلدة وتحسين البنية التحتية.
وبهذه الخطوات المتسارعة والجهود المتكاملة، تثبت بلدة شعت أن النهوض من تحت الركام ليس مجرد شعار، بل فعل يومي تؤديه بلديتها وأهلها بإيمان راسخ بأن الانتماء الحقيقي يُترجم بالعمل، وأن الإرادة قادرة على صنع الفارق حتى في أصعب الظروف.
تاريخ النشر:2025-05-13