
خاص موقع جمعية العمل البلدي - رهف حرب
منذ بداية ولايته في أيار العام 2010، سلك رئيس بلدية بلاط المحامي علي غالب رمضان نهجاً إنمائياً قائماً على الاستمرارية والعمل الدؤوب حتى في أحلك الظروف. ومع تصاعد التحديات في الأعوام الأخيرة، ولا سيما خلال العدوان الصهيوني على لبنان وخصوصاً في جنوبه عام 2024، برزت البلدية كلاعب أساسي في الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار الاجتماعي والخدماتي، ما جعل من بلدية بلاط نموذجاً يُحتذى به في الإدارة المحلية خلال الأزمات.
البلدية في قلب المواجهة
وبينما كانت نيران الحرب تفرض واقعاً أليماً في معظم البلدات الجنوبية، تحركت بلدية بلاط سريعاً لتقديم الدعم الإنساني للنازحين وأهالي البلدة المتضررين حيث تمّ توزيع مساعدات عينية ومادية بهمة مباشرة من رئيس البلدية شملت المواد الأساسية والغذائية، إلى جانب تأمين خدمات صحية من خلال "العيادة النقالة" التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية التي نُقلت إلى مبنى البلدية لتكون أقرب إلى الناس في فترة كانت فيها المستشفيات والعيادات تعاني من ضغط كبير. بالإضافة الى ذلك وضعت البلدية خطة طوارئ لإحصاء الأضرار بالتعاون مع مجلس الجنوب، بهدف توثيق الخسائر وتحديد الأولويات ما ساهم في تسريع الاستجابة من الجهات الداعمة.
تأهيل البنى التحتية والحفاظ على الأمن الغذائي
أما على صعيد البنى التحتية، فقد شهد العام 2025 مرحلة تأهيل شاملة للشبكات المتضررة بفعل الحرب حيث تمّت إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية الخاصة بمولد الاشتراك، إلى جانب صيانة شبكة الكهرباء الحكومية. كما استلمت البلدية هبة عبارة عن مولد كهربائي بقوة 150 KVA مقدّمة من الكتيبة الإسبانية في اليونيفيل، وذلك ضمن شراكة متواصلة أثمرت أيضاً عن صيانة 56 وحدة إنارة تعمل على الطاقة الشمسية وتجهيزها ببطاريات جديدة.
وعلى صعيد الأمن الغذائي الذي كان من التحديات الأساسية في السنوات الأخيرة، ساهمت زيارة شقيق الملك الاسباني في تأمين مساعدات عينية مباشرة للمزارعين في البلدة ما أعاد الحركة إلى القطاع الزراعي في فترة قياسية.
متابعة صحية وثقافية
وفي سياق المتابعة المستمرة لم تتوقف الأنشطة الصحية والثقافية في البلدة رغم كل الظروف والأزمات، فقد أُقيم أكثر من يوم صحي مجاني بالتعاون مع الكتيبة الإسبانية، إلى جانب نشاطات للأطفال وعروض مسرحية ساهمت في زرع البسمة على وجوههم.
ولم تغب عن البلدية أهمية التواصل الفعّال مع الناس وإبقاءهم على اطلاع بإنجازات البلدية، فقد أُنشئت صفحات رسمية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي (واتساب، فيسبوك، إنستغرام، تيك توك)، لتكون وسيلة مباشرة لنقل الإعلانات، التحديثات، وخدمات الطوارئ، في زمن صار فيه الوصول السريع إلى المعلومة ضرورة.
إنجازات لم تتوقف على مدار السنوات
رغم اختلاف الظروف بين سنة وأخرى، حافظت بلدية بلاط على خط عمل واضح يرتكز على تحسين البنى التحتية وتلبية احتياجات الناس. فبين عامي 2016 و2019، تم تنفيذ مجموعة من المشاريع الأساسية، أبرزها: فتح وتعبيد طريق الضهير وتحديث شبكة المياه والبنى التحتية في الحارة، إلى جانب إعفاء الأهالي من اشتراكات الكهرباء خلال شهر رمضان، وتقديم دعم دائم للمؤسسات الشبابية والكشفية في البلدة.
أما بين 2019 و2023، فقد تنوّعت الإنجازات بين ما هو خدماتي وإنساني، فقد برزت مبادرات سريعة خلال أزمة كورونا منها إقامة مركز حجر صحي، وتوزيع الأدوية والمواد الغذائية، وصيانة شبكة الكهرباء المخصصة للبئر الارتوازي، مما شكّل خطوة أساسية في تعزيز الصمود خلال فترة الأزمات الصحية والاقتصادية.
وفي الختام، تُثبت بلدية بلاط من خلال ما أنجزته أنها لا تكتفي بإدارة شؤون الناس في الظروف الطبيعية فحسب، بل إنها تسعى لأن تكون خط الدفاع الأول عنهم في الأزمات ومساندتهم بخطط واضحة وتحرك فعّال وشراكات دولية عززت قدرتها على الصمود والاستمرار.
تاريخ النشر:2025-05-22