موقع جمعية العمل البلدي - رهف حرب

استعرض الحاج علي الزين، مسؤول العمل البلدي في منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله، في حديث خاص على أثير إذاعة النور، واقع المنطقة في ظل العدوان الصهيوني الأخير، ودور العمل البلدي في مواكبة التحديات والاحتياجات اليومية للناس، مؤكدًا أن العمل البلدي لم يعد مجرد دور إداري فحسب، بل أصبح في كثير من الأحيان بديلاً عن غياب الدولة.

المناطق الأمامية بمواجهة دائمة.. والتزكية ثقة الناس بالمقاومة

من المعروف أن منطقة جبل عامل الأولى تضم نحو 45 بلدة تقع على الحافة الأمامية في جنوب لبنان مع الحدود مع فلسطين المحتلة، وتُعد من أكثر المناطق تأثرًا بالعدوان الإسرائيلي. يوضح الزين أن هذه المنطقة تشمل أقضية صور، بنت جبيل، مرجعيون، وجزءًا من حاصبيا، وتُشارك في الانتخابات البلدية ،وتضم  109 بلدات ضمن التحالف الإستراتيجي بين حزب الله وحركة أمل، والتنسيق المستمر بينهما بهدف الحفاظ على الديمقراطية وتحقيق تنمية حقيقية. ويشير إلى أن اللافت في هذه الدورة الانتخابية هو الارتفاع الملحوظ في عدد البلديات التي اختارت “التزكية” كخيار لتثبيت التوافق الشعبي والسياسي، إذ ارتفع عدد البلديات التي تمت تزكيتها حتى اللحظة من 33 في العام 2016 إلى 41 بلدية، مع ترجيح تجاوز الرقم 50 خلال الأيام المقبلة. ومن أبرز هذه البلديات: الخيام، ميس الجبل، قانا، والطيبة. هذه التزكيات، بحسب الزين، "رسالة موحدة بأننا مجتمع مقاوم ومتماسك".

العمل البلدي في ظل غياب الدولة

في ظل الأزمات المتتالية على لبنان، وخاصة منذ عام 2019، اضطر العمل البلدي إلى لعب دور أساسي في دعم البلديات بعد أن تراجعت قدرة الدولة على تمويل الخدمات الأساسية. وأكد الزين أن البلديات باتت تُغطّي تكاليف الكهرباء والمياه عن الأهالي، قائلًا: “أكثر من 90 مشروعًا للطاقة الشمسية تم إنشاؤها في مناطق حدودية كالشهابية، مجدل زون، والجميجمة”. وفي الوقت الذي انهارت فيه قيمة موازنات البلديات بسبب انهيار سعر صرف الليرة منذ عام 2019، برز العمل البلدي كجهة تُخطط وتنفّذ وتتابع باستمرار، خصوصًا في مجال الطاقة والمياه، فقد تم تأهيل محطات كبرى مثل الطيبة والوزاني، ويتم العمل حاليًا على إنشاء محطة استراتيجية في الطيبة لحل مشكلة مزمنة يعاني منها الأهالي هناك.

في مجال الصحة والتربية

لم تتوقف الجهود عند البنى التحتية فحسب، فالزين يؤكد أن البلديات ساهمت في تقديم الدعم للإسعافات الأولية عبر تجهيز أكثر من 140 وحدة إسعافية، إلى جانب تقديم الرواتب لـ120 موظفًا في المدارس الرسمية. وقد أُطلق مشروع “النهوض بالمدرسة الرسمية”، الذي ركّز على عدة محاور، منها دعم الروضات، تحسين جودة التعليم، وتأهيل الكوادر، ما رفع نسب النجاح في الشهادات الرسمية من 55% إلى أكثر من 90% في بعض المدارس، الأمر الذي شجع الأهالي على تسجيل أولادهم في المدارس الرسمية.

أزمة النزوح.. التحدي الأكبر

وخلال العدوان الأخير، كان النزوح الجماعي المفاجئ أحد أكبر التحديات التي واجهت البلديات. أكد الزين أن خطط الطوارئ وُضعت سلفًا بالتعاون مع البلديات، حيث تمكّنوا من تأمين الحد الأدنى من المساعدات والتنسيق مع المغتربين لتأمين الاحتياجات الأساسية، قائلًا: “هيدا واجبنا، وقد ما عملنا وساعدنا، منضل مقصّرين أمام أهلنا وكرامتهم.”

عرس وطني رغم الظروف

ورغم كل الظروف والتحديات، تُقام الانتخابات البلدية والاختيارية في 24 أيار، مع اتخاذ قرارات لوجستية بنقل بعض مراكز الاقتراع الموجودة في الحافة الأمامية إلى مناطق أكثر أمنًا. الزين أشار إلى أن هذه الخطوة “ليست خوفًا، بل حفاظًا على سلامة الناس”، مشددًا على أن أهل المقاومة لا يمكن أن يَخذِلوا، وهم دائمًا في الصفوف الأمامية مع المقاومة.

أما بالنسبة للمجالس البلدية القادمة، فستكون أمام تحديات كبيرة وحقيقية، أبرزها وأهمها إعادة الإعمار، إذ إن الدولة اللبنانية لم تتحرك بشكل فعّال بعد في هذا الأمر. ومع ذلك، يراهن الزين على كفاءة أعضاء المجالس القادمة، ويعد بمتابعتهم من اللحظة الأولى عبر برامج تدريب وتأهيل وإعداد خطط تنموية شاملة.

وفي الختام، توجّه الزين بدعوة لأهالي الجنوب للمشاركة في الاستحقاق الوطني، مؤكدًا ثقته العالية بوعيهم الوطني ووفائهم لخط المقاومة، وختم بالقول: “هيدا الصوت مش بس اختيار فلان وفلان… هيدا الصوت موجّه للعدو قبل الصديق، ولن يخذلنا أهل المقاومة”