
موقع جمعية العمل البلدي - رهف حرب
في ظلّ الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه البلديات، ومع انطلاق العهد البلدي الجديد بعد الانتخابات الأخيرة، تبرز الحاجة الملحّة للتخطيط كمسار أولي وأساسي لأي مجلس بلدي يسعى لتحقيق التنمية الحقيقية على مستوى البيئة المحلية وخدمة المواطنين.
وفي هذا الإطار، أطل المحامي والخبير البلدي حسان الموسوي في مقابلة على اذاعة النور ضمن برنامج "حكي بلدي" حيث قدّم شرحاً مفصّلاً عن أهمية التخطيط، خطواته، ودور المجالس البلدية في بلورته وتحويله إلى خطة عملية قابلة للتنفيذ.
المجالس البلدية في قلب الأزمة والتخطيط خطوة أولية في الطريق الصحيح
ودعا الموسوي المواطنين إلى دعم والوقوف الى جانب المجالس البلدية المنتخبة مؤكداً أن هذه المجالس ورثت حملاً ثقيلاً من الأزمات وتقصير مزمن في الخدمات الأساسية بسبب غياب الدولة، وأكد أن العلاقة بين المواطن والبلدية يجب أن تقوم على التعاون وتبادل الأدوار قائلا: "مثل ما البلديات بدها توقف حد الناس، لازم كمان الناس توقف حد البلديات".
وأضاف الموسوي أنه لا يمكن لأي مجلس بلدي أن يبدأ عمله بشكل فعّال من دون خطة واضحة مبنية على الواقع الفعلي لاحتياجات الناس ومن دون مراقبة ومتابعة المجالس البلدية للاحتياجات الأساسية لدى المواطنين، وأشار إلى أن جمعية العمل البلدي مستعدة دائماً لمواكبة المجالس في هذا المسار وتقديم الدعم الفني والمشورة اللازمة في أي وقت.
أما عن التخطيط فقال الموسوي إنه لا يمكن أن يكون ارتجالياً أو نظرياً، بل هو تخطيط ينطلق من تحديد دقيق ومشخص للاحتياجات تُجمع من الأرض ومن الناس مباشرةً، من خلال تقسيم العمل داخل المجلس البلدي عبر لجان متخصصة على سبيل المثال في الناحية التربوية، الصحية، الثقافية، والبيئية، إلى جانب الاستعانة بخبراء من خارج المجلس لتقديم المعطيات والخبرة.
خطة على 6 سنوات..
وفي حديثه ضمن البرنامج الاذاعي أشار الموسوي إلى أن الخطة البلدية التي يتم وضعها يجب أن تُبنى على أفق زمني يتناسب مع مدة ولاية المجلس أي ست سنوات، وهي تتضمن أولويات واقعية وقابلة للتنفيذ، وتُربط مباشرةً بالموازنة السنوية.
واضاف: "إذا أنا مثلا حطيت ببند الطرقات مبلغ مالي لازم يكون هيدا المبلغ نابع من دراسة فعلية لحالة الطرقات واحتياجاتها، مش قرار عبثي". وشدّد الموسوي على أن أي خطة مهما كانت طموحة وقوية يجب أن تُراعي الإمكانيات المالية والموارد المتاحة، على أن يُستكمل تنفيذها تدريجياً أو يُسلمها المجلس القائم للمجلس الذي يليه في حال تعذّر تنفيذها بالكامل خلال ولايته.
الأولويات من احتياجات الناس..
وأكد الموسوي أن تحديد الأولويات لعمل المجالس البلدية لا يجب أن يأتي مما يرغبه الأعضاء بل من احتياجات الناس الأساسية، وقال: "ما في بلدية أولويتها تبني قصر بلدي إذا الناس ما عندها طرقات"، داعياً إلى التواصل مع الناس وسماع همومهم من دون تقديم وعود فارغة وإلى ضرورة إجراء دراسات تقنية ومالية لكل مشروع يتم اختياره كأولوية ليُعرض لاحقاً على المجلس البلدي ويُقر بشكل قانوني ضمن خطة واضحة وشفافة ليتم البدء بتنفيذه.
الخطة السنوية .. الترجمة الواقعية
كما ربط الموسوي بين الخطة السنوية والموازنة، معتبراً أن الموازنة ليست مجرد أرقام بل هي ترجمة عملية لخطة عمل مبنية على أولويات مدروسة من قبل المجلس البلدي. وأشار الى القانون اللبناني، سواء قانون البلديات أو قانون الشراء العام (رقم 244/2021) يُلزم المجالس البلدية بوضع خطة سنوية للأشغال والخدمات سواء كانت بلديات كبرى أو صغرى.
وفي ختام المقابلة، أكد الموسوي أن بعض المشاريع قد تكون استراتيجية وتمتد لأكثر من سنة، لذلك يجب أن تُدرج ضمن خطة الست سنوات مع التأكيد على الاستمرارية، وقال: "يمكن ما ننجز كل المشروع خلال ولايتنا، بس إذا خططناه صح، المجلس اللي بعدنا بيكفّي عليه". فالمجالس البلدية تبقى كالأب في العائلة تسعى لتأمين كل احتياجاتها دون تقصير او إهمال.
تاريخ النشر:2025-06-09