
خاص موقع جمعية العمل البلدي - رهف حرب
تقع بلدة القماطية في قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان، وهي البلدة الجبلية التي تجمع بين الطابع القروي الأصيل والنمو العمراني الحديث. تُعرف القماطية بطبيعتها الخضراء وهوائها النقي، وتضمّ مجتمعاً حيوياً من السكان الذين يشاركون في الشأن العام ويساهمون دائما في تطور بلدتهم على الرغم من التحديات والصعوبات المتعددة التي تواجهها.
وفي مقابلة خاصة مع نائب رئيس بلدية القماطية المهندس علي حمادة، تحدث لموقع جمعية العمل البلدي عن أبرز الصعوبات التي تعاني منها البلديات الصغيرة مثل القماطية، والمشاريع التي يسعون إلى تنفيذها في المستقبل القريب.
في مستهلّ حديثه، شكر حمادة جمعية العمل البلدي على اهتمامها بتسليط الضوء على مشاريع البلديات، مشيراً إلى أن البلديات الصغيرة تعاني شحّ المياه نتيجة عدم حصولها على المستحقات المالية العائدة لها من الصندوق البلدي المستقل. ولفت إلى أن هذه المستحقات باتت شبه رمزية، قائلا: "لا توازي راتب اثنين من موظفي البلدية" وذلك بسبب استمرار صرفها وفق سعر صرف 1500 ليرة لبنانية مقابل الدولار، رغم الأزمة المالية الحاصلة.
وأوضح حمادة أنّ عائدات القيمة التأجيرية لا تزال تخضع لضوابط مفروضة وغير معدلة لتراعي الواقع المعيشي والاقتصادي المتغيّر مما يجعل من الصعب على البلديات تأمين الحد الأدنى من مستلزمات الإنماء. رغم كل الظروف الحاصلة، تعمل بلدية القماطية، كما ذكر رئيس بلديتها، على العديد من المشاريع الحيوية في محاولة للتخفيف من الأعباء المعيشية على المواطنين وتحسين جودة الخدمات في البلدة.
من أبرز هذه المشاريع، السعي إلى إيجاد حلول حقيقية لمشكلة شح المياه، إذ أن البلدة تعتمد بشكل أساسي على آبار ارتوازية تواجه مشاكل فنية ومالية متراكمة، بالإضافة إلى أن جزءًا كبيراً من الشبكة الداخلية مهترئ بسبب وجود الحديد والرمل في المياه المستخرجة، مما يؤدي إلى تعطل عملية التوزيع بشكل منتظم.
أما على صعيد ازمة النفايات، فتُعدّ من أكثر الملفات استنزافاً لموارد البلدية، إذ تُصرف حوالي 80% من الميزانية لتغطية كلفة جمع النفايات من قبل الشركة المتعهدة، من دون وجود حلول بديلة فعالة حتى الآن، لذلك تعمل البلدية بمجلسها الجديد على إيجاد حلول فعالة لهذه الأزمة التي أرهقت المواطنين.
ومن الازمات التي تعانيها القماطية مشكلة الكلاب الشاردة، وأكد حمادة في حديثه لـ "العمل البلدي" أن هذه الأزمة مستمرة نتيجة غياب التعاون من الجهات المعنية، خاصة مع وزارة الزراعة التي تفتقر إلى الجديّة في معالجة هذا الملف، ما يضع بلدية القماطية في مواجهة مباشرة مع تبعات هذه الأزمة على السلامة العامة.
كما تسعى البلدية إلى تحسين وتعزيز الأمن الصحي والاجتماعي للمواطنين من خلال مجموعة من الإجراءات الوقائية والخدمات الأساسية التي تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة. وتعمل البلدية على تأمين مستلزمات الإنارة لشوارع البلدة إلى جانب البدء بتأهيل الشوارع الداخلية والرئيسية عبر تزفيتها وتحسين بنيتها التحتية بما يضمن سلامة المرور وتنقل السكان.
وفي ختام حديثه لموقعنا أكد حمادة على أن مفهوم: "المواطن شريك أساسي في النهوض بالبلدة"، مشدداً على أن البلدية تقوم بعمل تكاملي مع فعالياتها وأهلها، بهدف بناء بلدة مزدهرة تلبّي تطلعات سكانها.
تاريخ النشر:2025-06-10