
موقع جمعية العمل البلدي - زينب حجازي
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، يتجدّد الحديث عن الإرث الكبير الذي تركه الشهيدان في شتى ميادين العمل، وعلى رأسها الشأن البلدي.
وفي مقابلة خاصة ضمن برنامج "حكي بلدي" عبر أثير إذاعة النور، أطلّ مسؤول العمل البلدي المركزي في حزب الله الدكتور محمد بشير، ليضيء على الرؤية التنموية التي صاغها السيدان الشهيدان، ويكشف عن مبادئ شكّلت دستورًا يُحتذى به في إدارة الشأن العام.
وأكد الدكتور بشير أن العمل البلدي في فكر السيدين لم يكن وظيفة إدارية فحسب، بل رسالة اجتماعية ومهمة مقاومة. فقد نظرا إلى خدمة الناس على أنها مسؤولية وأمانة، ومن هذا المنطلق كانت توصياتهما المستمرة للمسؤولين بالاقتراب من هموم الناس، والاستماع إليهم، ووضع حاجاتهم في سلّم الأولويات.
وشدّد على أن السيد هاشم صفي الدين، في لقائه الأخير مع المعنيين بالشأن البلدي في 23 كانون الثاني 2024، دعا إلى إزالة الحواجز بين "نحن" و"الناس"، مؤكدًا أن "حزب الله هو الناس" وليس منفصلًا عنهم.
كما كشف بشير عن الجهود التوثيقية التي عملت عليها جمعية العمل البلدي، عبر إصدار كتيّبان يوثقان لقاء السيد حسن نصر الله مع المجالس البلدية المُنتخبة في عام 2004 ولقاء السيد هاشم صفي الدين عام 2016، معتبرًا أن هذه التوجيهات تصلح لتكون دستور عمل لكل مجلس بلدي يسعى إلى النجاح في خدمة مجتمعه، بغضّ النظر عن انتمائه السياسي.
ومن المبادئ الأساسية التي ركّز عليها السيدان: تحمّل المسؤولية، واحترام القانون، ووضع الوقت لخدمة الناس، والتخطيط، والانماء المتكامل عمرانيا وبشريا، ومكافحة الفساد. حيث دعا السيد حسن نصر الله مرارًا إلى احترام القوانين المرعية، مشددًا على أن أي مخالفة، حتى إن جاءت من مسؤول، لا تُغطّى من حزب الله ولا من قيادته.
أما السيد هاشم، فكان يشرف شخصيًا على مناقشة خطط المجالس البلدية بندًا بندًا، حيث كان يمضي الليل والنهار يناقش خطط المجالس البلدية المختلفة، مؤكدا على صون النفس عن الحرام ومكافحة الفساد.
ومن المبادئ اللافتة التي توقف عندها الدكتور بشير أن السيدين اعتبرا المجالس البلدية في الجنوب والبقاع خصوصًا، بمثابة ثغر من ثغور المقاومة، حيث أن أعضاؤها معرضون للمواجهة، وواجبهم لا يقتصر على تقديم الخدمات، بل يمتد ليكون جزءًا من معركة الصمود والكرامة.
وفي حديثه عن التحالف البلدي التاريخي بين حزب الله وحركة أمل، أوضح بشير أنه منذ العام 2010 تم الاتفاق على خوض الانتخابات بلوائح مشتركة لتفادي الانقسامات، مؤكدًا أن هذا التحالف استمر بعد استشهاد السيدين، بقرار من القيادة الحالية، كترجمة عملية لوحدتهما في الرؤية والموقف.
أما الضاحية الجنوبية لبيروت، فكانت دائمًا في صلب اهتمام السيدين، بوصفها عاصمة المقاومة وقاعدة سكانية كبرى. وقد شددا على ضرورة معالجة مشاكلها التنموية دون تضخيمها إعلاميًا، مع التأكيد أن الضاحية مستهدفة بسبب رمزيتها ودورها في المشروع المقاوم.
في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القادة، يعود الحديث إلى الناس، إلى الخدمة والمشاريع، إلى البلديات والاتحادات. وفي هذا السياق، يشكّل الإرث البلدي لشهيد الأمة السيد حسن نصر الله والشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين خارطة طريق، لا لمن يعمل في حزب الله فقط، بل لكل من يرى في الشأن العام مسؤولية لا تشريفًا. وصايا السيدين باقية، والعمل بها عهد مقاومة في كل مجال.
تاريخ النشر:2025-10-06
