في ظل الأزمة المالية التي تعانيها أغلب بلديات لبنان، وعدم قدرة المؤسسات الرسمية على تطوير البنى التحتية في القرى، خاصة مع التطور العمراني واهتراء قسم كبير من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي بعد سنوات طويلة من الاستخدام، تقف البلديات عاجزةً عن القيام بواجباتها.
ففي بعض البلدات، تجاوز عمر بعض الشبكات العشرون عاماً دون توسعتها او تطويرها، وباتت عاجزة عن تلبية احتياجات عشرات المنازل خاصةً تلك عند أطراف البلدة. لتفادي الازمة تسعى البلديات عبر الجهات المانحة وعلى رأسها جمعية العمل البلدي الى استجلاب تمويل لتحسين الخدمات.
رغم ذلك، وبسبب كثرة الطلبات واولوية الحاجات، بدأت البلديات مؤخراً بتفعيل تكافل جديد مستعينة بأهالي البلدة والمتمولين منهم لتحسين الواقع القائم. بلدة صير الغربية، رغم حيازتها على 3 آبار ارتوازية تعمل على الطاقة الشمسية ومزودة بمولدات، تعاني من ترهل وضعف شبكة المياه في بعض احيائها. رئيس البلدية سعد الله معتوق تحدث لموقع جمعية العمل البلدي، كيف استفادت البلدية من دعم الاهالي لتنفيذ المشاريع وصيانة الطرقات والشبكات واحتضان العائلات النازحة قسراً من القرى الحدودية.
يقول معتوق إن البلدية لا تعاني من شحّ المياه فيها، فهي سبقت وانجزت منظومات طاقة شمسية لبئرين والثالث مزود بمولد كهربائي. لكن المشكلة تكمن في قطر بعض الشبكات الفرعية وترهلها، اذ ما عادت قادرةً على تلبية احتياجات المشتركين تحديداً الجدد منهم، بعد التمدد العمراني خلال السنوات العشر الاخيرة.
وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، يشير رئيس بلدية صير الغربية الى انه بالتعاون مع أصحاب الأيادي الخيرة بدأت البلدية قبل ايام بأعمال حفر وإعادة تمديد خط لشبكة المياه بطول 100 متر وقطر 1.5 انش. ويضيف ان المبادرة تقدم بها أحد اصحاب الآليات بعد تعهده مجاناً بحفر الطريق فيما تكفلت البلدية بالقسطل واعمال الوصل.
بالإضافة إلى قيامها بأعمال توسعت الشبكة تستفيد البلدية من دعم المتمولين في ترميم بعض الطرقات كصب الباطون الحفر، وصيانة اعمدة الانارة بهدف رفع السلامة المرورية للآليات خاصةً عند المنعطفات.
والى جانب استعانتها بمساهمات الاهالي لتطوير البنى التحتية، تعمل البلدية الى نظام تكافل اجتماعيّ لمعونة فقراء البلدة وخدمة ما يزيد عن 85 عائلة نازحة قسراً اليها. فمنذ بداية العدوان استقبلت بلدية صير الغربية عشرات العائلات من القرى الحدودية وسعت في تأمينهم ضمن منازل مجانية فضلاً عن الحصص التموينية والخدمات الطبية والادوية وغيرها.
يقول سعد الله معتوق في حديثه لموقعنا، إنه مع ضعف الامكانيات وحرمان الدولة البلديات من حقوقها من الصندوق البلدي المستقل، يركز المجلس البلدي الحالي على "خدمة الناس من اموال الناس". فالبلدية بعلاقتها الطيبة وثقة الخيريين بها تعمل وفق كل الامكانيات المتاحة، بالتعاون مع الجهات المانحة وجمعية العمل البلدي في الجنوب، لرفع مستوى كل الخدمات وتأمين تكافل اجتماعي، وانجاز الكثير من المشاريع التي انهت دراستها، ريثما تعود الامور الى طبيعتها.
تاريخ النشر:2024-04-24