بيروت - الأنباء
خلفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في البقاع الشمالي، لاسيما على "مدينة الشمس" بعلبك وجوارها، في أعنف قصف منذ بدء "حرب الإسناد والمشاغلة" وتبادل إطلاق النار على جانبي الحدود قبل نحو عام، خلفت عشرات الشهداء وكمّاً هائلا من الدمار في الأملاك العامة والخاصة.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت للمرة الاولى، تلة على جانب طريق عيناتا - الأرز التي تصل ما بين البقاع ومحافظة الشمال في محاولة لقطع أوصال المناطق والقرى.
للإضاءة أكثر على ما خلفته الغارات الإسرائيلية الوحشية على المناطق ضمن النطاق العقاري لإتحاد بلديات بعلبك من شهداء ودمار ونزوح، تواصلت "الأنباء" مع رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، الذي أكد أن الحالة سيئة للغاية في البقاع الشمالي ككل وليس فقط في بعلبك والجوار.
وتابع شحادة: "تُختصر بالنزوح الجماعي والقلق والخوف نتيجة شعور كل مواطن انه مستهدف من قبل العدو الإسرائيلي، سيما ان الغارات الهمجية طالت دون أي مبرر أو تفسير، منازل مدنيين عزّل لا شأن لهم لا بالحرب ولا بالسياسة، ولا ينتمون لأي ركب سياسي أو حزبي".
وأكد شحادة "أن ما يقارب 70% من المواطنين المقيمين ضمن نطاق بلدات الاتحاد المذكور نزحوا باتجاه مناطق أكثر أماناً كبلدات دير الأحمر ورأس بعلبك والقاع، ضمن خطة غرفة ادارة الكوراث التي يديرها محافظ بعلبك الهرمل حيث مراكز الإيواء في المدارس الرسمية، إضافة لنزوحهم إلى بلدات أخرى ضمن قضاء زحلة، والى بعض البلدات البقاعية النائية، في حين بقي ما يقارب 30% في منازلهم صامدين وسط قلق كبير من استهداف العدو الإس رائيلي لهم.
ولابد من الإشارة إلى نزوح نسبة معينة من السوريين إما باتجاه بلدات أكثر أمانا، وإما باتجاه الداخل السوري، فيما بقي من بقي في المخيمات".
واستطرد: "اتحاد بلديات بعلبك يعمل ضمن قدراته الخجولة، فهو لا يملك الإمكانيات اللوجستية للمساهمة في رفع الأنقاض وفتح الطرقات ونقل الجرحى والمصابين وتعتمد البلديات على المؤسسات الإجتماعية والمدنية التي يوفرها حزب الله كالهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني، والمراكز التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني والصليب الأحمر ضمن امكاناتهم المتواضعة، كما تعتمد البلديات على المبادرات الشخصية والتي اصبحت شبه معدومة بسب نزوح أصحاب المعدات والآليات الثقيلة كالجرافات والرافعات.
وما زاد في طين هذا البلاء بلة، تجميد رواتب الموظفين والعمال منذ 9 أشهر بسبب السياسات المالية المجحفة بحق الاتحاد وبلدياته، ما أدى إلى الغياب المبرر للعمال الذين باتوا غير قادرين على شراء رغيف الخبز لعوائلهم، فما بالك وهم بحاجة إلى تعبئة سياراتهم بالوقود للحضور إلى دوائر العمل؟".
وعن أوضاع القطاع الطبي ضمن النطاق العقاري لإتحاد بعلبك والجوار، أكد شحادة على استمرار المستشفيات في استقبال الجرحى والمصابين، وسط اجراءات إدارية قضت بتأجيل الحالات المرضية الباردة، إفساحا في المجال أمام الحالات الطارئة والتي ما عادت الأسرّة وغرف الطوارئ في المستشفيات داخل الاتحاد وخارجه ضمن نطاق بعلبك الهرمل تستوعب أعدادهم ، وتعمل المستشفيات بالتنسيق مع وزارة الصحة بما تسمح به إمكانياتها على تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى ضمن خطة أعدت مسبقاً مع المستشفيات".
وختم شحادة واصفاً الوضع بـ "المقلق لجهة صمود البقاعيين دون الحد الأدنى من مقومات العيش والاستمرار". وأسف انه "حتى الحكومة اللبنانية أثبتت أنها غير قادرة على تأمين متطلبات النازحين ولا على دعم الصامدين ولا على اصلاح الخدمات الأساسية كالكهرباء ومياه الشفة المعطلة نتيجة تضررها بفعل صواريخ العدو، داعياً للإفراج عن أموال البلديات المحتجزة لدفع رواتب الموظفين، والوقوف إلى جانب الأهالي في ظل وحشية الغارات والضربات الإسرائيلية".
تاريخ النشر:2024-10-05