خاص موقع جمعية العمل البلدي - رنا حجازي

رغم تعدد المشاريع التي يعمل عليها رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح بلال شحادة في المجالات التربوية والثقافية والاجتماعية، إلا أنه يعتبر المشروع البيئي المتعلق بإدارة النفايات الصلبة الأكثر أهمية. فالمشروع يهدف إلى الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع نظرًا لتأثيره المباشر على الصحة العامة والبيئة.

وانطلاقًا من مسؤولية السلطات المحلية في إزالة النفايات، ونظرًا للتحديات البيئية التي تواجهها القرى والمدن نتيجة تراكم النفايات في المكبات العشوائية بطرق غير منظمة، مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية وتدهور التربة وزيادة التكاليف على البلديات، بادر في عام 2016 رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح بلال شحادة، بالتعاون مع المسؤول حاليًا عن المشروع المهندس قاسم عليق إلى تطوير مشروع تنموي إنساني متكامل لإدارة النفايات الصلبة بهدف تحقيق تنمية بيئية مستدامة.

وشرح عليق في حديث لموقع جمعية العمل البلدي أن الهدف من المشروع هو معالجة النفايات الصلبة بطرق علمية وحديثة، تتضمن جمع النفايات وفرزها ثم معالجتها بوسائل صديقة للبيئة. وأشار إلى أن ما يقلل كمية النفايات المرسلة إلى المكبات هو تعزيز ثقافة إعادة التدوير والاستفادة من النفايات العضوية في إنتاج السماد الطبيعي.

وبالتعاون مع وزارة البيئة والاتحاد الأوروبي، يُشرف على تنفيذ المشروع قاسم عليق الذي يعمل على تنسيق الجهود بين البلديات المعنية والجهات المانحة لضمان تحقيق أهداف المشروع بكفاءة وفعالية.

ويرى عليق أن المواطنين لهم دورٌ حيوي في إنجاح المشروع من خلال الالتزام بعملية فرز النفايات من المصدر. ويلفت إلى أن تعاون الأسر، وخاصة ربات المنازل، في فصل النفايات العضوية عن غير العضوية خطوة أساسية لتسهيل عمليات المعالجة والتدوير. فهذه العملية تخلق فرصًا أكبر لاستعمال السلعة أكثر من مرة، وبالتالي الاستفادة منها.

وسيسهم المشروع في تحسين جودة البيئة المحلية من خلال الحدّ من التلوث الناجم عن المكبات العشوائية. كما سيعزز التنمية الاقتصادية عبر توفير فرص عمل جديدة في مجالات: جمع النفايات، الفرز، والتدوير. بالإضافة إلى ذلك، ستستفيد الأراضي الزراعية من السماد العضوي المنتج، مما يزيد من خصوبتها وإنتاجيتها.

وبناءً على ما شرحه عليق لموقعنا، فإن المشروع يعتمد على تقنيات حديثة في إدارة النفايات، أبرزها:

1- التسميد الهوائي (Aerobic Composting): تحويل النفايات العضوية إلى سماد طبيعي عالي الجودة.
2- إعادة التدوير: فرز المواد القابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك، الزجاج، والمعادن، ومعالجتها لإنتاج مواد جديدة.
3- إنشاء مطامر صحية: تصميم مواقع مخصصة لطمر النفايات غير القابلة للتدوير (inert) بطرق تمنع تسرب الملوثات إلى البيئة.

ويشير عليق إلى أن كمية النفايات السنوية تبلغ حوالي 6000 طن من النفايات سنويًا، وسيعمل المشروع على تقليل كمية النفايات المرسلة إلى المكبات بنسبة 20% خلال السنوات الخمس الأولى من التنفيذ، مما يعادل توفير سنة كاملة من إنتاج النفايات عبر عمليات إعادة التدوير.

يتعدى مشروع اتحاد بلديات إقليم التفاح القرى تحت نقاطه ليشمل اتحاد بلديات الريحان، إضافة إلى يحمر وكفرتبنيت وأرنون والنبطية الفوقا، إذ تتعاون هذه القرى بشكل وثيق لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه البيئية والتنموية.

من خلال هذا المشروع الطموح، يسعى اتحاد بلديات إقليم التفاح إلى تقديم نموذج يُحتذى به في إدارة النفايات الصلبة، يجمع بين الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.