جنان شحادة
مع اشتداد أزمة الوقود في لبنان، وانخفاض ساعات التغذية الكهربائية التي تُزود بها المناطق اللبنانية المختلفة، تأثرت وبشكل كبير مختلف القطاعات الإنتاجية، حالها حال المؤسسات والإدارات العامة التي لم يعد بمقدورها تأمين الخدمات للمواطنين، وفي مُقدمها مؤسسات المياه التي تراجعت قدرتها على تأمين التغذية بالمياه، بفعل الشحّ الحاصل في مادة المازوت والغلاء المُطرّد في الأسعار والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
مئات الآبار توقفت عن العمل في مختلف المناطق، في بيروت، وجبل لبنان، والشمال، والجنوب والبقاع. في تحقيقنا هذا نتجه بقاعًا نحو قرى وبلدات محافظة بعلبك الهرمل، لنُسلّط الضوء على الجهود التي سعت إلى استمرارية إيصال المياه إلى منازل المواطنين وتأمين هذه الحاجة اليومية والماسّة، رغم كلّ المُعوقات.
من جهود تأمين المازوت نحو مشاريع الطاقة الشمسيّة
إن التعاون الوثيق والمستمر بين منطقة البقاع في حزب الله وجمعية العمل البلدي في المنطقة، مع نواب المنطقة، وبلدياتها، مع عدد من الجمعيات والجهات المانحة والأيادي الخيّرة، والمتابعة الحثيثة والتنسيق الدائم، أفضوا إلى تأمين المحروقات لتشغيل الآبار الارتوازية في مرحلة سابقة، ومن ثم إلى تشغيل عشرات الآبار في قرى وبلدات بعلبك/الهرمل على الطاقة الشمسيّة في مرحلة لاحقة.
كلّ هذه التفاصيل والجهود والمشاريع المنجزة يُحدّثنا عنها مسؤول العمل البلدي في منطقة البقاع الشيخ مهدي مصطفى، الذي يُشير إلى أنّ "العام المنصرم شهد غيابًا كبيرا لدور مؤسسة مياه البقاع في تشغيل الآبار في المنطقة، ومع انقطاع التغذية الكهربائية بالكامل، اشتدت الأزمة، فلجأت منطقة البقاع في حزب الله إلى شراء مجموعة من المولّدات، وبلغ عددها 11 مولدًا تستفيد منها 11 قرية وبلدة لتأمين التغذية بالمياه، ولكن بسبب غلاء أسعار المحروقات وهبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار، نشأت أزمة جديدة وهي كيفية تأمين المحروقات للمولّدات الجديدة والمولّدات الموجودة سابقا، مما دفع للاستعاضة عن المحروقات بمشاريع الطاقة الشمسيّة، التي فرضت نفسها كخيار أكثر استدامة".
يُشير الشيخ مهدي مصطفى إلى أن دور مديرية العمل البلدي في منطقة البقاع في السنة الأخيرة تركّز على التنسيق بين جهات مختلفة، انطلاقاً من البلديات واتحاداتها، مرورًا بالمتبرعين والخيّرين والجمعيات الأهلية في المنطقة، وصولا إلى مؤسسة مياه البقاع والجهات المانحة.
ويؤكد أنّه "عبر التمويل الذي قُدّم من جهات مانحة مختلفة كالسفارة السويسرية، ووكالة التنمية السويسرية، واليونيسف، ومكتب التعاون الإيطالي، وUNDP، وجمعيات أهلية أخرى، وما قدّمته مديرية العمل البلدي في منطقة البقاع من أموال رُصدت لتخفيف معاناة الناس حيث وصل عدد الآبار الارتوازية الكبرى، والتي تُغذي بلدات وقرى المنطقة، والتي تعمل على أنظمة الطاقة الشمسيّة، إلى 24 بئراً. ويرتفع هذا العدد بشكل دائم، مع سعيّ حزب الله بجهاته المُختلفة في المنطقة إلى الاستغناء في المرحلة المُقبلة عن مادة المازوت التي ما زالت تُشغّل ما يُقارب 75 بئرًا ارتوازيًا في المنطقة، والتي يُغطي الحزب نفقات تشغيلها حاليًا من كلفة محروقات وصيانة ورواتب الموظفين والعمال".
بلدة النبي شيت: سعيّ للانتقال بالكامل نحو مصادر الطاقة المتجدّدة
مع بداية الأزمة في لبنان عام 2019، وتوّقف المؤسسات الرسمية عن العمل تدريجيّا، وقعت المسؤولية على البلديات بتأمين الحاجات الرئيسية من كهرباء، ومياه وغيرها. يُحدّثنا رئيس بلدية النبي شيت السيد حسن الموسوي، فيقول: "فيما يخصّ المياه، في بلدة النبي شيت هناك 4 محطات مياه مُقسمّة على قسمين: شمالي وجنوبي، وبئريّ مياه يُشغل كل منهما مولد كهربائي بقوة 500K.V.A، ومع بداية أزمة المحروقات وانقطاع الكهرباء، قامت البلدية بالوقوف إلى جانب أهلها، فاقتطعت بداية رواتب الموظفين لمدة 3 أشهر لشراء المازوت وتأمين المياه، وبعد انقضاء الـ3 أشهر تفاقمت الأزمة، فقامت الأيادي الخيّرة في البلدة بتأمين المازوت لمدة 7 أشهر لتشغيل المولدات، وبعدها بـ4 أشهر تعطّل مولد رئيسي في البلدة ما اضطرنا لتوقيف ضخ المياه في آبار تغذّي بلدتي النبي شيت وسرعين، فقام حزب الله بتأمين مولّد جديد بلغ سعره آنذاك 42 ألف دولار، دفع منها الإتحاد 2000 دولار فقط، والباقي تكفّل به الحزب، وقمنا كبلدية بتحمّل نفقات تشغيلية شهرية بلغت حينها 12 مليون ليرة، ومع اشتداد تداعيات الأزمة الماليّة على البلديات، بدأت منطقة البقاع في حزب الله بتقديم 300 ألف ليتر مازوت شهريًا لبلدة النبي شيت لتشغيل المحطات. وحتى تاريخ هذه اللحظة لايزال الحزب يُقدّم لكل محطة 15 ألف ليتر مازوت".
بعدها بدأت بلدية النبي شيت واتحاد بلديات شرقي بعلبك، بالبحث عن مصادر طاقة مُستدامة وحلول غير آنيّة، فكان التواصل مع عدد من الجهات المانحة سعيّا لتأمين أنظمة طاقة شمسيّة لمحطة أو اثنتين للبئرين 13 و14 في البلدة، كما يُطلعنا رئيس البلدية السيد حسن الموسوي، وبعد 8 أشهر من التواصل المستمر، استطاعت البلدية تأمين تمويل لمحطة طاقة شمسية للبئر 14 عبر دعم السفارة السويسرية في لبنان، المحطة بلغت تكلفتها حوالي 600 ألف دولار، كما يُشير الموسوي، الذي يتابع بالقول: "جرى تركيب طلمبة 220 حصان و480 لوح بقوّة 490 واط للألواح، وبدأنا منذ شهر تقريبًا بتشغيل المحطة على الطاقة الشمسيّة، وبتغذية المنطقة الشمالية في بلدة النبي شيت بالمياه".
لم تتوّقف الجهود لإيصال المياه إلى كلّ منزل في بلدة النبي شيت عند هذا الحد، بل سعت البلدية عبر فعاليات المنطقة ومتموّليها، إلى تأمين المياه للنصف الثاني من بلدة النبي شيت، وقسم من بلدة سرعين، عبر إنجاز مشاريع طاقة شمسيّة جديدة، تفاصيل المتابعات يُفيدنا بها الرئيس الموسوي، ويوضّح المساعي المُختلفة لتأمين منظومة طاقة شمسيّة للبئر رقم 12، فعبر مساهمات أهالي بلدتي النبي شيت وسرعين التي بلغت117 ألف دولار، وخيّرين في المنطقة وصلت قيمة مساهماتهم إلى40 ألفا، ودعم "اليونيسف" التي أمنّت مستلزمات ضرورية بقيمة 30 ألفاً، وتقديم حزب الله أرضاً بمساحة 4500 مترا مربعا تصل قيمتها إلى 75 ألف دولار، إضافة إلى مبالغ ماليّة بلغت قيمتها 30 ألف دولار قدّمها الحزب، وأُمّنت الأموال اللازمة لمشروع الطاقة الشمسيّة الخاص بالبئر رقم 12، وجرى تركيب 185 لوح طاقة شمسيّة، بكلفة إجمالية بلغت 325 دولارا.
و"يمكن القول إنّ المنطقتين الشمالية والجنوبية في بلدة النبي شيت، يستفيدون اليوم من تغذية بالمياه تُوصف بالجيدة جدًا، ويصل عدد الوحدات السكنية المستفيدة من آبار المياه المُشغلة على الطاقة الشمسيّة ما يقارب الـ 7 آلاف وحدة، تقع ضمن نطاق بلدتي النبي شيت وسرعين". يختم الموسوي.
مدينة الهرمل: تعاون مستمر بين الجهات المانحة والبلدية والأهالي
لم يشعر أهالي مدينة الهرمل والجوار بالانعكاس الكبير لأزمة انقطاع المحروقات مع بداية الأزمة الاقتصادية وقرار رفع الدعم عن المحروقات، إذ أنّ كميات المازوت التي تحتاجها آبار المنطقة جرى تأمينها، وبشكل مجاني في وقت سابق عبر المازوت الإيراني الذي استفادت منه البلديات، كما يُفيدنا عضو مجلس اتحاد بلديات الهرمل المسؤول عن ملف المياه في بلدية الهرمل عباس الجوهري، حيث يتابع: "لكن المساعي دائما كانت تتجه لتأمين مشاريع طاقة شمسيّة لهذه الآبار، وشكّلت مديرية العمل البلدي صلة الوصل بين البلديات ووزارة الطاقة، وكذلك الجهات المانحة، التي كانت تُغطي نفقات الدراسات والتلزيم وإنشاء المشاريع".
يُفصّل رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر الوضع في مدينة الهرمل، فيقدّم تفصيلاً لمشاريع مياه الشفة داخل نطاق بلدية الهرمل، فيقول:
1. محطة رأس المال تضخ المياه من النبع إلى الخزانات لتأمين المياه للأحياء المرتفعة في الهرمل، ومنذ بدء الأزمة، اعتمدت عملية الضخ على المازوت الإيراني بمقدار 80 ليترًا يوميًا، وجرى إنشاء مشروع طاقة شمسيّة يولّد 350 أمبير لضخ 6 ساعات يوميًا لـ3 خزانات سعة 2000 م3 لكل خزان، وأصبحت قادرة على تشغيل خط جديد سعة 8 إنش بطول 1600م لتغذية أحياء جديدة مرتفعة لم تكن تصلها المياه سابقًا، جرى تمويله بهبة من حزب الله.
2. بئر ارتوازي في منطقة الكروم الرجم يُضخ بالمازوت الإيراني منذ بدء الأزمة بمعدل 20 ليترا يوميًا، لتغذية حيّ مُستحدث، وهو يضخ حاليًا بواسطة مشروع طاقة شمسيّة، تم إنشاؤه مؤخرًا.
3. بئر جوفي بعمق 450 م وتدّفق 60 م3 في منطقة ضهور المرح النبي إسماعيل، لتأمين المياه لأكثر من 500 وحدة سكنية، مع خزان سعة 500 م3 تم إنشاؤه بهبة من حزب الله، ولا زال يحتاج لشبكة ومشروع طاقة شمسيّة.
4. بئر جوفي بعمق 450 م وتدّفق 60 م3 في منطقة مؤسسة الصدر شحقونة لتأمين المياه لأكثر من 500 وحدة سكنيّة، مع خزان سعة 500 م3، تم إنشاؤه أيضا بهبة من حزب الله، ولا زال يحتاج لشبكة ومشروع طاقة شمسية.
5. بئر إرتوازي لمنطقة التل يحتاج لاستخراج المياه منه ولخزان وشبكة مياه ومشروع طاقة شمسيّة.
6. بالإضافة لمشاريع المياه التي تقع خارج نطاق بلدية الهرمل، والتي نفذّها مجلس الإنماء والإعمار، وهي عبارة عن آبار جوفية وخزانات وشبكات، بعضها بدأ تشغيلها والبعض الآخر لم يجرِ تشغيلها بعد، حيث توّقف تنفيذها مع بداية الأزمة، وتقع في مناطق المنصورة والبويضة والشواغير والقصر.
وعن عدد الوحدات السكنية المُستفيدة من هذه المشاريع ضمن نطاق الهرمل، والجهات المانحة المختلفة، يزودنا عضو مجلس اتحاد بلديات الهرمل عباس الجوهري، بالتفاصيل:
• البئر الأول: محطة نبع رأس المال - الهرمل، تُغذّي أحياء (بديتا، العسري، المرح، الضهور)، عدد الوحدات السكنية المستفيدة يزيد عن 2000 وحدة، الجهة المموّلة للمشروع: السفارة السويسرية في لبنان، وبكلفة تجاوزت الـ 550 ألف دولار.
• البئر الثاني: يُغذّي منطقة التل - الرجم، عدد الوحدات السكنية المستفيدة من المياه يقارب الـ 60 منزلاً، وقد موّله الصليب الأحمر اللبناني بالتعاون مع بلدية الهرمل.
• البئر الثالث: يُغذّي بلدة الكواخ قضاء الهرمل، يستفيد منه حوالي 200 وحدة سكنيّة، وقد مولتهُ البلدية عبر قرض وقدره 80 ألف دولار، وساهم أهالي البلدة بمبلغ 30 ألف دولار.
بلدية تمنين الفوقا: نعمل لزيادة عدد مشاريع الطاقة الشمسيّة
تؤّمن بلدة تمنين الفوقا في قضاء بعلبك، حاجتها من المياه من بئرين يقعان في البلدة. الأول يُغذّي حوالي ثلثي البلدة عبر خزان تبلغ سعته 500 م3 من المياه، والثاني يغذّي الثلث المُتبقي من البلدة وبلدة تمنين التحتا عبر خزان تبلغ سعته 1500 متر مُكعب من المياه، كما يوضّح حسين جانبين، رئيس بلدية تمنين الفوقا، ويُضيف "هذان البئران تابعان لمؤسسة مياه البقاع، وهي تقوم بتشغيلهما. في العام 2007 قدّمت البلدية مولداً كهربائيا بقوة 300 KVA لهذين البئرين ووضعته بتصرف المؤسسة، وكانت البلدتين تقومان بتأمين المازوت له مع تغطية النفقات التشغيلية من صيانة وغيرها، في ظلّ ضعف إمكانات مؤسسة كهرباء لبنان".
وفي عام 2019 وفي ظلّ عجز البلديات عن تأمين الكميات المطلوبة من المازوت لتشغيل الآبار، تقدّمت بلدية تمنين الفوقا بالتعاون مع اتحاد بلديات غربي بعلبك بطلبات إلى جهات مانحة مختلفة لتركيب طاقة شمسية للبئرين، وافقت "منظمة العمل ضد الجوع" المُموّلة من السفارة الألمانية والبنك الألماني المركزي على تمويل تركيب نظام طاقة شمسية للبئر الثاني، الذي يُغذّي أقساما من بلدتي تمنين الفوقا وتمنين التحتا، كما يوضّح جانبين. ويتابع: "نحن كبلدية قمنا بتأمين الموافقات المطلوبة، وجرى تركيب نظام الطاقة الشمسيّة بكلفة تبلغ حوالي 150 ألف دولار، كما وافقت السفارة السويسرية فيما بعد على تركيب نظام طاقة شمسية للبئر الأول الذي يُغذّي جزءًا كبيرا من بلدة تمنين الفوقا، وجرى تركيب هذا النظام بتكلفة قاربت 180 ألف دولار".
مع تركيب ألواح الطاقة الشمسيّة هذه جرى توفير الكهرباء للبئرين، وتأمين المياه لما يقارب الـ800 منزلا في تمنين الفوقا، وحوالي 2000 مشتركا في تمنين التحتا. وعن ضعف فعالية أنظمة الطاقة الشمسيّة في الشتاء يُشير جانبين إلى "أنّ حزب الله يُقدّم مادة المازوت لتشغيل البئرين المذكورين في الأيام الماطرة، كما أن حوادث سرقة عديدة سُجلت فوصلت قيمة المسروقات فيها إلى 10 آلاف دولار، وقد تعاونت البلديات والأهالي والعمل البلدي في حزب الله لإعادة شراء ما سُرق من معدات ومستلزمات، كما قدّم الحزب مبلغ 4 آلاف دولار كمساعدة لإعادة التشغيل".
لم تقف جهود بلدية تمنين الفوقا ومعها مديرية العمل البلدي في منطقة البقاع عند هذا الحد من السعيّ لتأمين حاجات الناس، بلّ سعت لتأمين تمويل لحفر بئر مياه جديد يُغذّي بلدتي تمنين الفوقا والتحتا، وبعد جهود مشتركة بين بلدية تمنين الفوقا واتحاد بلديات غربي بعلبك وافق صندوق التنمية المموّل من الإتحاد الأوروبي على حفر بئر ثالث ومد قسطل مياه إلى الخزان بتكلفة تبلغ حوالي 500 ألف يورو، "وسيبدأ العمل بالمشروع خلال الفترة المقبلة، وسيقوم حزب الله بإنشاء خزان آخر للبلدة مع التمديدات اللازمة لتغذية عدد من الأحياء التي تصل إليها المياه بشكل ضعيف جدًا، يفيد رئيس بلدية تمنين الفوقا حسين جانبين. ويختم حديثه "لقد باشرنا بتقديم طلبات لدى عدد من الجهات المانحة، لتركيب نظام طاقة شمسيّة للبئر المراد حفره، والمُتابعة مستمرة".
مدينة بعلبك: نحو الاستغناء كليّاً عن المازوت لتشغيل الآبار
في مدينة بعلبك، يبلغُ عدد الآبار التي تعمل حاليًا على الطاقة الشمسيّة 3 آبار، جرى تمويلها من الإتحاد الاوروبي، بسعيّ حثيث من المجلس البلدي في مدينة بعلبك واتحاد بلديات بعلبك ومن نواب المنطقة، كما يشير رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، وهذه الآبار تزود أحياء مختلفة من المدينة، فآبار العسيرة تزود المنطقة الشمالية من بعلبك حتى حدود رأس العين بما يقارب حوالي 20 ألف وحدة سكنية، أي بمعدل 100 ألف نسمة كعدد تقريبي، أما آبار عمشكي، فهي تغذّي الجزء الجنوبي من المدينة من وسط سوق بعلبك حتى بلدتي دُورس وعين بورضاي، ويستفيد منها ما يقارب 40 ألف نسمة، أما بالنسبة لبئر المسلخ فهو يغذّي منطقة البساتين في منطقة بعلبك التي تحوي 3آلاف وحدة سكنيّة.
ويتابع الشل حديثه بالقول: "يضعف انتاج ألواح الطاقة الشمسية شتاءً، ولهذا قامت "منطقة البقاع في حزب الله" بالتعاون مع نواب المنطقة وبلدية بعلبك بدعم مؤسسة مياه البقاع بـ 28 ألف ليتر شهرياً لضخ المياه، كما أُمّن عددا من الآليات والمستلزمات الضرورية، ودُفعت رواتب العمال والموظفين".
يُشير مسؤول الصيانة والتوزيع في مؤسسة مياه البقاع محمد إسماعيل إلى أن "آبار الطاقة الشمسيّة التي جرى الحديث عنها "تغذّي الجزء الشمالي من مدينة بعلبك، وتُؤّمن هذه الآبار كميات المياه لنصف المدينة، أيّ لحوالي 15 إلى 20 ألف وحدة سكنيّة، أما الجزء الجنوبي فتُغطي "منطقة البقاع في حزب الله" كلفة المازوت لتشغيل الآبار التي تُغذّي ما يقارب الـ 15 وحدة سكنية أيضًا، إلى حين الانتهاء من أشغال مشروع جرّ المياه من نبعي "كوكب" و"دردرة" في جرود بعلبك، الذي يجري تنفيذه من على ارتفاع يقارب 1700 متراً عن سطح البحر، إلى خزان "عمشكي" على ارتفاع 1200 متراً، ومنه إلى الأحياء، وسيُتيح هذا المشروع جر ّالمياه من المنبع إلى أحياء بعلبك بواسطة الجاذبية ما سيُغنينا عن المولدات والمازوت، وقد بدأنا مؤخرا بالاستفادة منه، ووصلت مياهه إلى مختلف هذه الأحياء".
إنّ مساعي منطقة البقاع في حزب الله، ونوّاب تكتل بعلبك الهرمل، وبلديات واتحادات المنطقة مستمرة بشكل دائم، للوقوف إلى جانب الناس، وتأمين احتياجاتهم الرئيسية في قطاع مياه الشفة والخدمة، وغيره من القطاعات، وهم الذين طبقوا شعار "سنخدمكم بأشفار عيوننا" بالفعل لا بالقول، ووقفوا إلى جانب أهلهم في أحلك الظروف، إيمانًا منهم بأنّ خدمة أهل المقاومة واجبٌ لا يحول دونه شيء.
تاريخ النشر:2023-07-18