
خاص موقع جمعية العمل البلدي
بات تكافل الاهالي، مع البلديات واقعاً قائماً فرض نفسه في ظل الوضع الاقتصادي الصعب التي تعانيه السلطات المحلية منذ سنوات. فمع حرمان البلديات من حقوقها من الصندوق البلدي المستقل ودولرة الاسعار، وانخفاض الجباية، تواصل البلديات عملها مستعينةً بدعم الاهالي، خاصة المتمولين منهم، وهبات الجهات المانحة والجمعيات وعلى رأسها جمعية العمل البلدي.
إن فكرة دعم الاهالي للبلديات، وإن بدأت مع مشاريع كبرى كتركيب شبكات الطاقة الشمسية للآبار الارتوازية، خدمة لكافة المشتركين، باتت تأخذ منحاً جديداً في دعم صيانة الطرقات والارصفة وآليات البلدية وحتى حملات التشجير وتحسين المظهر العام. فأهالي البلديات وقاطنيها من النازحين قسراً وغيرهم، وجدوا ان لا سبيل من رفع مستوى الخدمات - بظل غياب الدولة - إلا بدفع الجباية السنوية، ودعم المشاريع البلدية وفق الحاجة والامكانيات.
في بلدة الطيري، انطلقت قبل مدة حملة قادتها البلدية وإمام البلدة وفعليات حزبية واجتماعية، لحثّ الأهالي على دعم المشاريع. بعد سلسلة لقاءات عامة شرحت فيها البلدية الواقع الحالي والصعوبات التي تعانيها، وحاجياتها ودور الجمعيات المانحة، اتخذ قرار جماعي بضرورة التكافل والتعاون مع البلدية.
يقول رئيس بلدية الطيري علي شعيتو إن سلسلة مشاريع نفذت وفق التعاون الاهلي-البلدي، لكن ثمرة النجاح كانت بمبادرات شباب من البلدة لرفع مستوى الخدمات العامة لما فيه مصلحة للجميع. ويضيف انه قبل ايام استلمت البلدية من الشباب المساهمين آلية اطفاء جديدة لتكون بتصرف البلدية ومركز الدفاع المدني في قرية برعشيت للتدخل الطارئ في اخماد اية نيران بالأحراش.
وفي حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، يشير شعيتو الى ان استمرار العدو الاسرائيلي باعتداءاته المتكررة على قرى الجنوب، وتعمده حرق الأحراش، وجد المتبرعون انفسهم امام تحدٍ جديد بتأمين الآلية، فضلاً عن دورها في السيطرة على الحرائق في البلدة لجهة المنازل والمحلات التجارية.
المبادرة المشكورة والمميزة، بحسب شعيتو، اسهمت مؤخراً بآلية جديدة لرفع وجمع النفايات استلمتها البلدية قبل ايام. ويلفت الى ان آلية نقل نفايات الموجودة بحوزة البلدية تعود للعام 2001 اصبحت متهالكة، وباتت كلفة صيانتها مرتفعة جداً. ولان الاهالي على اطلاع دائم بأحوال البلدية وتحدياتها، اجتمع المتبرعون الشباب واتفقوا على الدعم لحلّ مشكلة. للغاية جمع قبل ايام ثمن آلية نفايات جديدة، وقدمت للبلدية لتكون بخدمة الجميع.
واذ يشكر رئيس بلدية الطيري علي شعيتو المبادرين على مساهمتهم في رفع مستوى الخدمات، يشيد بجهودهم في الالتفات الى حاجة البلدة والبلدية للتطوير والتحسين الدائم. ويقول إن فكرة التعاون الاهلي-البلدي، اضافة الى ما تقدمه جمعية العمل البلدي وباقي الجمعيات، هو الخلاص الوحيد في ظل الازمة الصعبة. فموازنات البلدية جلّها لا تكفي لأبسط الحاجيات، واهلنا واجبٌ علينا خدمتهم، وبالتكافل والتعاون يمكن تقديم الافضل مهما صعبت الظروف او ضاق الوضع الاقتصادي.
تاريخ النشر:2024-05-16