في إجراء عادي "لو حصل قبل 5 سنوات"، ومستهجن في وقتنا الحالي، تم صيانة كل الحفر ثم تعبيدها في بلدة الكفور - تول. فالمنطقة عمومًا لم تشهد الزفت منذ سنوات، والحفر فيها باتت مركبة للقيادة حتى أضحت تشكل خطرًا على السلامة المرورية.
هذا الإجراء البسيط لكن المكلف، دفعت فيه البلدية ما يزيد عن 500 مليون ليرة لبنانية، والمفارقة أن ميزانيته رصدت من موازنة العام 2024. فكيف استطاعت البلدية تعبيد وصيانة حفرها؟ وكيف أمنت هذا المبلغ؟ موقع جمعية العمل البلدي تواصل مع رئيس بلدية الكفور تول خضر سعد، للاطلاع على التفاصيل...
يتحدث سعد عن تبعات الأزمة اللبنانية وحرمان البلديات من حقوقها من الصندوق البلدي المستقل، ويشير إلى ارتفاع الأسعار فيما دفعت الدولة الموازنات بالعملة اللبنانية، وما أثر ذلك على مستوى الخدمات. ومع انعدام الموارد الثابتة من الدولة، وتخلفّ العديد من الأهالي عن دفع التكليف السنوية، عجزت كل بلديات لبنان - إلا ما ندر - عن القيام بواجباتها، حتى أبسطها من رواتب الموظفين ورفع النفايات.
يقول خضر إن الجهات المانحة وعلى رأسها جمعية العمل البلدي، قدمت كل التسهيلات والدعم، لكنها لا تحلّ مكان موازنات الدولة. فأي جهة مانحة تسعى لحل المشكلة أو اصلاح عطل او إنشاء مشروع مستدام بهدف خفض التكاليف، خاصة في ظل الأزمة التي تحاصر كل البلديات معاً.
يضيف رئيس بلدية الكفور تول خضر سعد، في حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، أنه مع تردي أوضاع الطرقات وزيادة الحفر فيها، بدأت البلدية بعقد اجتماعات شعبية لشرح الوضع وتباعته. وبعد سلسلة اجتماعات وضعت البلدية أمام الاهالي معادلة واضحة: "الخدمات مقابل الجباية". ومع سعي أهل الخير والعلاقة الطيبة بين البلدية والأهالي، والثقة التي بنيت منذ سنوات، بدأ أهالي بلدة الكفور - تول بدفع مستحقات البلدية للعام 2024 وما قبلها - لمن تخلف عن الدفع لسنوات.
أول إجراء بدأته البلدية كان صيانة وتعبيد الحفر وذلك بقيمة 150 مليون ليرة، بعدها سرعان ما بدأ يتوافد الأهالي إلى البلدية لدفع المستحقات. خلال أشهر وقبل انتهاء الثلث الأول من العام، باشرت البلدية بالمرحلة الثانية من تعبيد الطرقات. خلال 4 أيام من العمل المتواصل، أنجزت البلدية صيانة وتعبيد جميع الحفر في طرقاتها العامة وداخل الأحياء، بتكلفة فاقت الـ 350 مليون ليرة لبنانية.
يعد رئيس البلدية خضر سعد بمرحلة ثالثة من اعمال الصيانة اضافة الى المزيد من المشاريع والخدمات، ويقول إن الأهالي أدركوا أنه مع تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها، لا سبيل إلا بالتكافل البلدي مع الأهالي عبر دفع الجباية أولاً، ومشاركة أهل الخير بدعم المشاريع ثانياً.
وفي ختام حديثه لموقعنا، دعا رئيس بلدية الكفور - تول البلديات المحيطة لتفعيل خطة "الخدمات مقابل الجباية"، مؤكداً ضرورة اقامة اللقاءات الشعبية لشرح الواقع القائم وتثبيت الثقة بما ينعكس إيجاباً في تنفيذ المشاريع.
تاريخ النشر:2024-04-15