
خاص موقع جمعية العمل البلدي - مريم مهدي
بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، تعرضت بلدة رشاف لدمار واسع شمل البنية التحتية والمرافق الأساسية، مما أدى إلى تهجير العديد من الأهالي. ورغم الظروف الصعبة، عملت البلدية بالتعاون مع الأهالي على إعادة تأهيل البلدة وتقديم الخدمات الأساسية في ظل غياب تام للجهات الرسمية المعنية.
وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، أعرب رئيس بلدية رشاف محمد عسيلي، عن تقديره الكبير لشجاعة وصبر أهالي البلدة الذين عاشوا تجربة مريرة بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير.
وفي بداية حديثه، توجه بكلمات شكر وامتنان للأهالي على صبرهم وثباتهم خلال فترة العدوان، مشيدًا بتضحياتهم الجسيمة. وأكد أن الخيار الوحيد أمامهم كان المقاومة، مشيرًا إلى الدور البارز للمجاهدين والمقاومين الذين سهروا على حماية أرضهم وبلدهم. كما شدد على الشكر الخاص للأهالي الذين تحملوا مشقة التهجير الممتد لأكثر من عام، في ظل الهجمات المستمرة.
وعن الوضع الذي عاشته البلدية، قال عسيلي إن مبنى البلدية تعرض للدمار الكامل، بما في ذلك الآليات التي كانت تستخدمها البلدية في خدماتها اليومية. كما تم تدمير مستوصف البلدية الطبي بشكل كامل.
لكن البلدية عملت بسرعة على تأسيس مركز بلدي مؤقت لتقديم الخدمات الضرورية لأبناء البلدة. كما تم طباعة كافة الأوراق والمستندات التي فقدتها البلدية بسبب التدمير.
وفي إطار سعي البلدية للتواصل مع الأهالي وضمان استمرارية الحياة اليومية، تم فتح معابر البلدة الرئيسية وأحيائها منذ الساعات الأولى لوقف إطلاق النار، وذلك بفضل التعاون الكبير بين شباب البلدة وأصحاب الآليات. ويتم تأمين وإعادة تجهيز آليات جديدة بشكل تدريجي.
وعن استعادة الخدمات الأساسية، تحدث عسيلي عن خطة سريعة لإعادة تأهيل شبكة الإنارة، حيث تم وصل الأسلاك الكهربائية مؤقتًا لحين تأمين المعدات الجديدة، وهو ما تحقق بالفعل ليتم إنارة البلدة بالكامل بدءًا من اليوم الثاني لوقف العدوان.
وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها البلدية، أشار عسيلي إلى أن الجهات المختصة بشؤون الكهرباء والمياه لم تتجاوب مع البلدية حتى الآن، وهو ما دفع البلدية إلى التعاون مع الأهالي لتأمين هذه الخدمات بشكل مستقل.
كما لفت عسيلي إلى أن البلدية عملت على مسح الأضرار في البلدة بالتعاون مع جهاد البناء ومجلس الجنوب، وتم رفع الأنقاض وتسريع عملية إعادة البناء والترميم، بما يضمن حياة أفضل للأهالي. كما قامت البلدية بإصدار عدة بيانات للحفاظ على السلامة العامة وصحة الأهالي، لتنسيق الجهود بين الجميع في هذه الظروف الصعبة.
وفيما يخص مشكلة النفايات، أبدع شباب البلدة في اتخاذ المبادرة من اليوم الأول لوقف إطلاق النار، حيث تم رفع النفايات من الأحياء بشكل سريع وفعال.
رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها بلدة رشاف جراء العدوان، أثبت التعاون بين البلدية والأهالي أنه يمكن أن يتجاوز كل الصعاب، وأن الجهود المشتركة لإعادة بناء البلدة وتوفير الخدمات الأساسية تظهر روح الصمود والإصرار على المضي قدمًا نحو تعافي البلدة من آثار العدوان.
تاريخ النشر:2025-01-25