
موقع جمعية العمل البلدي – رهف حرب
في وقت تواصل فيه البلديات خطواتها الأولى بعد الانتخابات، يبرز تشكيل اللجان البلدية كأحد أهم المراحل التي يجب أن يمرّ بها كل مجلس بلدي جديد. فهذه اللجان ليست فقط أداة تنفيذية، بل تشكّل أيضًا صلة الوصل بين التخطيط على الورق والتنفيذ على الأرض، وتترجم قرارات المجالس إلى مشاريع وخدمات فعلية.
للحديث أكثر عن المجالس ودورها، وأهمية اللجان من الناحيتين العملية والقانونية، استضاف برنامج "حكي بلدي" على إذاعة النور المحامي والخبير البلدي الأستاذ حسن شيت، وهو رئيس بلدية كفركلا المُعاد انتخابه مؤخرًا.
اللجان: بين الإلزام والاختيار
وأوضح شيت أن هناك نوعين من اللجان: لجان إلزامية يُفرض تشكيلها بالقانون، مثل لجنة التلزيم ولجنة الشراء، التي أصبح تشكيلها يتم وفق قانون الشراء العام. ولجان استشارية، وهي اختيارية، وتعتمد على مدى رغبة المجلس البلدي بالتطوير والمشاركة، مثل لجنة التخطيط، أو اللجنة التربوية، أو لجنة البيئة، وغيرها.
وأضاف أن التداخل بين قانون البلديات وقانون الشراء العام أوجد تحديات، خصوصًا مع نقص الكوادر المؤهلة في بعض البلديات. وأشار شيت إلى مذكرة صدرت عن رئاسة الحكومة سمحت بتشكيل اللجان الإلزامية من أعضاء المجلس البلدي، شرط أن يخضعوا لدورات تدريبية خاصة بقانون الشراء العام، لضمان سير العمل ضمن الأصول القانونية.
اللجان كمساحة مشاركة فعّالة
أحد النقاط اللافتة التي تطرّق لها شيت كانت أهمية إشراك أعضاء المجلس البلدي بشكل فعّال ضمن اللجان، ليس فقط لإضفاء شرعية على العمل، بل لتعزيز روح التعاون، وتحفيز الأعضاء أيضًا ليكونوا شركاء حقيقيين في التخطيط والتنفيذ، وليسوا فقط شهودًا على قرارات الرئيس.
وقال شيت إن عدم إشراك الأعضاء بشكل جدي في عمل اللجان، خاصة بعد تطبيق قانون الشراء العام، خلق نوعًا من الإحباط لدى بعض الأعضاء "يلي صاروا يحسّوا إنو دورهم محصور بالموافقة أو الرفض فقط".
الاستعانة بالخبرات من خارج المجلس
أما بالنسبة للجان التخمين، أو اللجان الطبية، أو لجان التخطيط، فأوضح شيت أنه من الطبيعي الاستعانة بخبراء من خارج المجلس البلدي، مثل وجود مهندسين وأطباء من أبناء البلدة ضمن لجنة التخطيط أو اللجنة الطبية، لأنه ببساطة ليس كل عضو مجلس يمتلك الخبرة في كل المجالات، ومن الأفضل أن يكون هناك تكامل بين أصحاب الاختصاص وأعضاء المجلس.
اللجان الدائمة والمؤقتة
وفي سياق حديثه، تطرّق شيت إلى اللجان التي تكون دورتها دائمة أو مؤقتة، وأشار إلى أن البلديات الكبرى تعتمد على تشكيل لجان حسب الحاجة. فمثلًا، لجنة إدارة الكوارث قد تتشكّل في ظرف معين لأنها استثنائية، بينما لجنة التخطيط أو لجنة البيئة فهي تتجدّد كل سنة بعد قطع الحساب، لأن العمل التنموي لا يتوقف.
وختم المحامي والخبير البلدي حسن شيت بالقول إن اللجان البلدية لا يجب أن تُعتبر مجرد إجراء إداري، بل هي حجر الأساس لنجاح أي مجلس بلدي، وإن تشكيلها وتفعيلها يشكّل المؤشر الحقيقي على نية البلدية في الانتقال من "العمل الورقي" إلى "العمل على الأرض"، ومن عقلية "التسيير" إلى عقلية "التنمية".
تاريخ النشر:2025-06-13