
خاص موقع جمعية العمل البلدي
استكمالاً لخدمتهم في اماكن نزوحهم، تسعى البلديات الحدودية في جنوب لبنان لتدعيم آليات التواصل مع النازحين قسراً في اماكن سكنهم الحالي عبر عقد اجتماعات دورية للوقوف عند حاجياتهم واطلاعهم على اوضاع منازلهم واراضيهم اضافة الى افادتهم بخلاصة الوضع السياسي والميداني.
بلدة الخيام، التي يقطنها حالياً 350 عائلة ونزح عنها 1650 الى بيروت والنبطية وصور وقراهم، تواصل بلدياتها خطة رعاية النازحين التي بدأتها منذ اولى ايام العدوان. رئيس البلدية عدنان عليان يشرح ان الخطة تنقسم الى شقيّن: الاول رعاية لوجستية ومادية قائمة على تأمين السكن والتجهيزات والطبابة والدواء. اما الشق الثاني وهو الرعائي النفسي، بوقوف البلدية الى جانب النازحين قسراً في انجاز معاملاتهم وتطمينهم واقامة جلسات حوارية معهم.
في الشق الاول من الخطة، يقول عليان في حديث لموقع جمعية العمل البلدي، إن رعاية النازحين قسراً عن البلدة لم تتوقف منذ 6 أشهر الى اليوم. وقد صرفت البلدية منذ بداية العدوان ما يزيد عن 200 ألف دولار اميركي، حتى إنها دفعت منذ اسبوع فقط 30 ألف دولار، وزعت على 300 عائلة لكل منها 100$ كمساهمة في الظل الوضع الاقتصادي الصعب.
والى جانب المساعدات المالية والحصص الغذائية، تجهد البلدية في تأمين جميع الحاجيات الاخرى من حصص ادوية ومعدات النظافة، فضلاً عن تأمين الادوية بالمجان خاصةً لذوي الامراض المزمنة او المستعصية.
اما في الشق الثاني من الخطة، الذي لا يقل اهمية عن الاول بحسب رئيس بلدية الخيام، فيشير عليان الى ان البلدية سعت منذ تمركز النازحين ضمن اماكن محددة على ابقاء التواصل معهم وانشاء جلسات للتواصل فيما بينهم، تطرح فيها مشاكلهم ويبحث في سبل الحلّ.
يلفت عليان في حديثه لموقعنا، الى ان من ضمن الجلسات التي نسقت قبل ايام كان لقاءً سياسياً هاماً للنازحين في منطقة الضاحية، استضافه مجمع الإمام المجتبى (ع) في منطقة السان تيريز وحاضر خلاله الكاتب والباحث السياسي الدكتور بلال اللقيس.
والقى عليان كلمة خلال اللقاء، جدد فيها تحيته لصمود المقيمين في البلدة، وأثنى على صبر النازحين قسراً في تحمل اعباء السكن الجديد ونقص الحاجيات. وبعد طمأنة الحضور لاكتمال خطط إعادة الاعمال ودفع التعويضات مع انتهاء العدوان، اكد وقوف البلدية الى جانب المتضررة منازلهم ومصالحهم في اعمال الترميم ورفع الردم.
ومن ضمن خطط البلدية في متابعة اوضاع النازحين قسراً، جدد عليان تأكيده على جهوزية البلدية انجاز كل المعاملات البلدية في اماكن نزوح الاهالي. واضاف في حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، انه رغم كل الظروف تعقد البلدية اجتماعات دورية لمجلسها وتأخد القرارات بما يتناسب مع الوضع القائم. ورغم إغلاق المبنى البلدي في الخيام، تتواصل انجاز المعاملات وتقديم البيانات والاستمارات في اماكن النزوح، بحيث لا تؤجل ايّ معاملة رغم الظروف الامنية الصعبة.
وفي ختام حديثه، يقول رئيس بلدية الخيام عدنان عليان، إن اللقاءات مع النازحين في مختلف المناطق اللبنانية ستتواصل وسيطرح فيها الوضع السياسي وسنعرض خطط العودة الى البلدة واعادة الاعمار والترميم وسنناقش معهم كل التفاصيل وسنشركهم في قراراتنا حتى تكون كلها صائبة ريثما تعود الامور الى حالها. واذ يدعو كل البلديات الى عقد لقاءات مشابهة مع النازحين، يحث رؤساء البلديات على ضرورة احصاء الاضرار ووضع خطط لإعادة تفعيل كل الخدمات التي استهدفها العدو الاسرائيلي منذ بدء العدوان.
تاريخ النشر:2024-04-18