
خاص موقع جمعية العمل البلدي - قمر السّلمان
باتت الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها معظم بلديات لبنان واقعًا صعبًا يحول حتى دون دفع رواتب الموظفين أو القيام بأبسط الواجبات، منها الصيانات الأساسية ورفع النفايات. أمام هذه الأزمة، وجدت البلديات نفسها مكبلة لا تقدر على أداء مهامها، خاصة مع تخلف معظم العقارات السكنية والتجارية عن دفع الرسوم البلدية، وحرمان وزارة المالية البلديات من حقوقها من الصندوق البلدي المستقل.
ولأن الجمعيات والجهات المانحة، غالبًا ما تقدم المشاريع المستدامة بعد اكتمال كافة الأوراق القانونية، أو تتدخل في حلّ مشكلة هنا أو توقف خدمة هناك، اقتصر العمل البلدي مؤخرًا على إعداد الدراسات وانتظار الدور لنيل الهبات والمنح.
هذا الواقع المرّ وما نتج عنه من اعطال في بعض المشاريع القائمة، وحاجة الأهالي إلى أقل مستوى من الخدمات، دفع رؤساء البلديات للتصدي للمهمة بآلية عمل جديدة: تفعيل الجباية وحثّ الأهالي المتمولين لدعم المشاريع. بلدية أركي حوّلت الأزمة إلى فرصة، وأتمت الكثير من المشاريع المهمة والأساسية جلّها بتمويل من أهالي البلدة. رئيس بلدية أركي منير مكي يتحدث لموقع جمعية العمل البلدي عن التجربة، وكيف نجح رغم الأزمة في تطوير البنية التحتية والقيام بأعمال تجميل القرية ودعم المدرسة الرسمية.
يشير مكي إلى أن البلدية عبر المتمولين والجمعيات، وعلى رأسها جمعية العمل البلدي، قامت بسلسلة إجراءات لرفع السلامة المرورية كصيانة الحفر وإصلاح شبكات الإنارة، والتعديل على موقع عمود كهرباء كان يتوسط الطريق الرئيسي. ويضيف أن البلدية استفادت من دعم أبناء البلدة كافة وتمكّنت من تركيب منظومة طاقة شمسية لإنارة الحسينية وتشغيل الصوتيات فيها. وتنسق البلدية، بحسب مكي، مع مؤسسة مياه لبنان الجنوبي لصيانة شبكة المياه وتوسعتها لتصل إلى جميع المشتركين، حتى إنها أضافت مؤخرًا مضخة وفلاتر لتكرير الشبكة وإضافة بعض الكلور عليها.
لا تغفل البلدية عن الملف البيئي والتجميلي فيها، فقامت مؤخرًا بزراعة مئات أشجار الصنوبر في حديقتها العامة. أما عند مدخل البلدة، فقد قدم أحد أبنائها بمبادرة ملفتة بقيمة 3000 دولار لزرع 90 شجرة صنوبر ضمن حوض صخري، مما أضفى جمالية عالية. ولأن جمال الطبيعة لا يكتمل إلا بحملات النظافة، تسعى البلدية إلى قص الأعشاب على جوانب الطرقات بشكل دوري، وتقوم بتنظيف المدافن والباحات والطرق الرئيسية بما يحفظ الرونق القروي.
أما في الشأن التربوي، فيقول رئيس بلدية أركي منير مكي في حديثه لموقع جمعية العمل البلدي إنه دعمًا للمدرسة الرسمية وتأكيدًا على ضرورة إبقائها صرحًا قريبًا من أبناء المنطقة، تساهم البلدية بدفع بعض المحفزات المالية للأساتذة. أما على صعيد البناء فقد وضعت البلدية جزءًا من إمكانياتها خدمةً للصرح، وقد غطت مؤخرًا تكاليف تجديد العشب الصناعي في ملعب الروضات.
كل هذه الخدمات، بفضل المساهمات والتبرعات، أنجزتها البلدية عبر توطيد العلاقة مع الأهالي وتعزيز ثقتهم بها. حتى إن البلدية تحملت - بكل رحابة صدر - مسؤولية خدمة النازحين قسرًا إليها من القرى الجنوب الحدودية. ويضيف مكي في حديثه لموقعنا أنه بمؤازة الأهل والجهات المانحة تؤمن البلدية حصص غذائية ولوازم تنظيف وأساسيات أولية للعائلات النازحة وتدعمهم ماليًا فضلاً عن تقديم حسومات على فواتير الاشتراك.
وتسعى بلدية أركي إلى تقديم أفضل خدمة وفق الإمكانيات المتاحة، ولا تألو جهدًا في تأمين الهبات من الجهات المانحة لإنجاز المشاريع الكبرى. ويلفت رئيس بلدية أركي منير مكي إلى أن البلدية أعدت سلسلة مشاريع خدماتية مهمة، وتسعى حاليًا لتأمين تمويل الجهات الداعمة، داعيًا الأهالي إلى دفع مستحقات البلدية لإكمال العمل وشاكرًا أهل الخير على ما قدموه من مساعدات تكافلًا مع أهلهم في البلدة.
تاريخ النشر:2024-04-19