خاص موقع جمعية العمل البلدي - قمر السّلمان
لطالما كانت بلدة بنت جبيل بأهلها وبيوتها رمزًا للصمود. فالمدينة الجنوبية، نسبةً لعمرانها وأعداد العائلات الّتي تقطنها وما فيها من مركز للقضاء والإدارات العامة والسرايا، تشهد عدوانًا قاسيًا منذ أشهر طال اغلب خدماتها العامة فضلًا عن المنشآت الحكومية والبلدية ومنازل المواطنين.
فمنذ عدة أيام اعتدت طائرات العدو الاسرائيلي على مبنى البلدية في ساحة العامة، ما تسبب بأضرارٍ فادحة. تلك الضربة ليست الاولى للمبنى من الكيان، فقد تعرض لتدمير مشابه إبان عدوان تموز 2006.
لكن رغم كل الاعتداءات المتواصلة لم تضعف عزيمة بلدية بنت جبيل وفرقها العاملة في الصيانة ورفع الانقاض وفتح الطرقات وخدمة الصامدين. رئيس البلدية عفيف بزّي تحدث لموقع جمعية العمل البلدي عن البلدية ودورها في مواصلة العمل رغم كل التهديدات.
يقول بزي إن للبلدية عدة مهام حاليًا، لكن أبرزها الصيانة الفورية لأي عطل يسببه العدوان وتأمين احتياجات الصامدين. ويلفت الى ان شحّ الموارد الماليّة لم يثن البلدية عن القيام بواجباتها علمًا انها توقّفت عن الجباية رعايةً للأهالي في هذه الأوضاع الصّعبة.
رعاية النّازحين قسرًا
وفيما يتعلّق بملف النّازحين قسرًا عن بنت جبيل يشير رئيس البلدية إلى أنه منذ بداية العدوان اعدّت البلدية خطة لمتابعة شؤون النّازحين واحتياجاتهم. فوضعت أوّلًا خريطة تفصيلية لأماكن النزوح، حيث توزعت العائلات التي بلغ عددها 1400 عائلة على القرى المجاورة والقرى الساحلية ومنهم من نزح الى الضاحية الجنوبية لبيروت.
بعدها تم تشكيل فريق من أعضاء المجلس البلدي وموظفين ومتطوّعين من الأهالي كلّ يخدم في المنطقة التي نزح إليها. ويلفت بزّي الى ان البلدية تواكب ملف النزوح بشكل يومي وتوليه اهتمامًا كبيرًا. فهي تعمل على مدار الساعة لتأمين المساعدات من الخيّرين والبلديات المستضيفة والجمعيات وعلى رأسهم جمعية العمل البلدي، ومجلس الجنوب، والعمل الاجتماعي في حزب الله. وتقدم المساعدات المالية والعينية والحصص التموينية، بالإضافة للأدوية والطبابة وفق الامكانيات المتاحة.
الخدمات العامة مستمرّة
أمّا على صعيد متابعة العمل البلدي ضمن بنت جبيل، فيلفت بزّي إلى أن الخدمات تشمل أكثر من 250 عائلة صامدة، من كنس الطرقات ورفع النفايات. وتتكفلّ البلدية ايضاً بتأمين الكهرباء على مدار السّاعة مجانًا، مراعاةً لوضع العائلات الّتي توقّفت أعمالها بسبب الحرب. وفي هذا السّياق يثني بزّي على جهود جمعية العمل البلدي في تأمينها المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء.
وفي حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، يشرح رئيس بلدية بنت جبيل ان مصاريف رفع النفايات والنّظافة العامة تبلغ شهريًا حوالي 5000$. ويشير الى تكاليف اخرى كتعشيب جوانب الطّرقات وتشحيل الشجر وتنظيف الشوائب من الأحراش منعاً لاندلاع اي حرائق والحدّ من تمددها نحو منازل المدنيين واراضيهم الزراعية.
ويؤكد بزي أنه رغم العدوان يواصل معمل فرز النفايات الصّلبة الخاص بالبلدية نشاطه. ويشير الى مشاريع بدأتها البلدية مسبقًا وتوقف العمل بها بسبب الحرب كمشروع إنارة الطرقات الرئيسية والأحياء على الطاقة الشمسية.
ويؤكد ان المشروع سيستكمل بعد انتهاء العدوان، وكذلك مشروع حفر بئر ارتوازي خاص بالبلدة، الذي تم تأمين تمويله من مغتربي بنت جبيل.
ومن المشاريع التي تعدّ البلدية لاستكمالها بعد الحرب مشروع تأهيل الملعب البلدي، وصيانة سرايا بنت جبيل الحكومي. وكان وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية وعد بالمساعدة.
مخطط إعادة الإعمار شبه جاهز
لا تغفل البلدية عن اجراءات ما بعد العدوان، فقد وضعت خططًا ودراسات لإعادة الاعمار. ويقول بزّي إن الهمّ الأكبر للبلدية اليوم هو تسهيل إعادة الإعمار، وقد أصبح لدينا مخطط شبه جاهز للبدء بالورشة فور توقّف العدوان. ومن ضمن خطط البلدية اعادة تأهيل الطرقات تشجيريها وصيانة حيطان الدعم وإعادة بناء ما تضرر منها.
وفي هذا السّياق يؤكد بزّي انهم أصحاب تجربة، فعقب عدوان تموز بدأت ورشة إعادة الإعمار في اليوم التّالي من إعلان وقف إطلاق النّار.
يختم رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي في حديثه لموقعنا بالشكر للأهالي الصّامدين، مثنيًا على صبرهم، والشكر موصول للنّازحين قسرًا عن بيوتهم وأشغالهم.
كما وشكر كلّ المساهمين في تأمين المساعدات المالية والعينية وعلى رأسهم جمعية العمل البلدي، بالإضافةِ إلى أهالي البلدة والدفاع المدني والهيئة الصحية الّذين يشاركون في رفع الردم بمؤازرة عمال البلدية بعد أي اعتداء ومساعدة شركة مراد لصيانة خطوط الكهرباء.
تاريخ النشر:2024-06-08