خاص موقع جمعية العمل البلدي - أسماء بزيع
ولا حتى عامل نظافة واحد! في بلدية بريقع التي تزيد مساحتها الجغرافية عن 5620 دونم، لا عمال نظافة، بل مواطنون وعوا وتثقفوا على ضرورة ابقاء البلدة خالية من الاوساخ والشوائب. فبعد سنوات من العمل، متحديةً الظروف الراهنة التي تواجهها، استطاعت البلدية أن ترسّخ مفاهيم بيئية راقية، انتجت محمية طبيعية نموذجية، تعد رافدًا للإنتاج المستقبلي ومنتنفسًا للناس.
فعلى مساحة 100 دونم على أطراف البلدة تمتد تلال محمية بريقع الخضراء. تحدها من الشمال بلدة انصار، ومن الشرق عبّا وبلدة الزرارية من الغرب. رئيس بلدية بريقع السابق علي الهادي سعد يتحدث لموقع جمعية العمل البلدي عن أبرز ما يميز المحمية والتناغم والتكامل في طبيعتها، وكيف تستثمرها البلدية وكيف يستفيد منها اهالي البلدة والقرى المحيطة.
من تحديات إلى إنجازات بيئية بأكثر من7 آلاف شجرة
يستذكر سعد كيف بدأت البلدية في العام 2012 بمشروع المحمية بالتعاون مع وزارة البيئة. فبعد دراسة المنطقة والتنوع البيولوجي فيها، تقدمت بريقع بطلب تصنيف المنطقة الحرجية كـ "محمية". رغم المعوقات والصعوبات أُخذت الموافقة، وطبّق على المساحة المرصودة قوانين المحميات لجهة الحماية ومنع التعديات.
بالتعاون مع جمعية العمل البلدي بدأت مرحلة زراعة الأشجار في المحمية عام 2013. زرع بدايةً 2000 شجرة في مساحة 20 دونم، وبعد الافتتاح رسمياً أوائل العام 2015، استكمل الزرع في العام 2016 بغرس أشجار صنوبر ضمن مساحة 12 دونم من الحديقة.
من بداية العام 2017، بدأت البلدية بحملة ثالثة لزراعة 4500 شجرة مثمرة استمرت قرابة السنة. يلفت رئيس البلدية السابق علي الهادي سعد الجهود الجبارة التي بذلت بعد حملات الزرع، فكانت الأشجار الحديثة تسقى صيفاً بكميات وافرة لضمان نجاحها.
قي محمية بريقع النموذجية الآن أكثر من 7000 شجرة، بينها 4500 شجرة مثمرة. تعتبر المحمية، التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 350 متر، من أصغر المحميات في لبنان. انشأت البلدية في المحمية شبكة مياه تغطي جميع ارجائها، و4 مواقف للسيارات. شقت البلدية بداخل المحمية شبكة طرقات بطول 6 كيلومتر، عبّد منها 800 متر، والباقي رصف "باسكورس" ودحلّ، بما يسهل حركة المرور امام الآليات.
محمية بيئية تدر 200 ألف دولار سنوياً وتعد بمشاريع سياحية جديدة
يصف رئيس بلدية بريقع السابق المحمية بلوحة من التنوع البيولوجي المذهل، يقول إنه خلال التجول في ربوعها يستوقف الزائر المساحات الشاسعة من غابات الصنوبر والشجر المثمر. فالمحمية غيّرت معالم جبل أجرد الى مساحة خضراء، فضلاً عن الاثر البيئي في تحسين وتلطيف المناخ في المنطقة.
وعن المردود المادي للبلدية، يشير سعد الى ان الأشجار المثمرة ذو فائدة مزدوجة (بيئية ومادية). يتوقع ان تصل قيمة الإنتاج السنوي منها الى 200 الف دولار، فضلاً عن كونها متنفسًا للناس، يمكن توضيفه في السياحة والخدمات.
وفي ختام حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، يقول رئيس بلدية بريقع السابق إن العمل مستمر في تطوير المحمية، وقد خصصت مساحة 10 دونم لتنفيذ مشاريع ترفيهية، كقاعة كبرى للاحتفالات والمناسبات ومسبح وقاعة رياضية، لتكون بخدمة اهالي البلدة والوافدين اليها.
تاريخ النشر:2024-06-11