خاص موقع جمعية العمل البلدي - مريم ادريس

في سعيها المتواصل لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل المواطنين، تسعى البلديات جاهدة لتوفير مجموعة متنوعة من الخدمات الأساسية، ومن بينها، تبرز فلترة المياه الصالحة للشرب كأولوية. في بلدة برعشيت، تُعتبر تجربة الفلترة نموذجًا ناجحًا يُسهم في تحقيق توفير مالي ملموس، اذ تمكّنت البلدة من خفض التكاليف الشهرية للاهالي من كلفة شراء المياه الصالحة للشرب بما يزيد عن 600 مليون ليرة لبنانية شهريًّا، بفضل خدمة فلترة المياه.

رئيس بلدية برعشيت علي شهاب يشرح لموقع جمعية العمل البلدي عن مشروع فلتر المياه في البلدة. يشير الى وجود فلتريّ مياه، الأوّل يتم تمويله والتكفّل به بالكامل من قبل أحد المتموّلين بالتعاون مع البلدية على مدار العام لتوفير المياه بشكل مجّاني. أمّا الفلتر الثاني فهو برعاية البلدية، ويتم تعبئة 10 ليترات من مياه الشرب مقابل كلفة رمزية تبلغ 10 آلاف ليرة لبنانية، في حين يصل ثمن المياه المعبأة في بيروت إلى مستويات أعلى بكثير مقارنة مع البلدة.

ويلفت شهاب في حديثه إلى أنّ هذه المقارنة السابقة بين ثمن المياه في البلدة مع بيروت تؤكد أن فلتر المياه يساهم في توفير 80% من تكلفة مياه الشرب للمواطنين في برعشيت. يتم يوميًّا توفير حوالى 24 مليون ليرة لبنانية على السكان وبمجموع ما يزيد عن 600 مليون ليرة لبنانية شهريًّا، مما يسهم في تخفيف الأعباء المالية على الجميع.

وعن كميات المياه التي يتم سحبها وفلترتها يوميًّا، يقول رئيس البلدية علي شهاب إنّها تصل يوميًّا إلى 300 غالون على الأقل، وأحيانًا قد ترتفع إلى 500 غالون أو أكثر خاصة في فترات الاكتظاظ السكاني مثل الصيف والمناسبات. ويؤكّد أن هذه المياه هي صحية 100% وأن البلدية مسؤولة عنها وأمام وزارة الصحة. يختتم شهاب حديثه بأن البلدية تعتبر مشروع فلتر مياه الشرب هو مساعدة دائمة وغير مباشرة للمواطنين لتعم الفائدة على المجتمع كلّه بشكل عام.

تقدّم البلديات اليوم خدمات حياتية أساسية ومنها فلاتر المياه، اضافة الى الصيانات والمشاريع الكبرى. بعض البلديات تقدم هذه الخدمات مجانًا للنازحين قسراً من القرى الحدودية. ففلتر المياه في بلدة برعشيت هو مثال على كيفية تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية من خلال توفير الخدمات الأساسية للمجتمع. فتلك الخدمات تشكل جزءًا أساسيًا من دور البلديات، وتعزيزها وتطويرها بشكل دائم يرشخ مفهوم خدمة الاهالي وتحسين اوضاعهم.