خاص موقع جمعية العمل البلدي - نادين عباس
إنه الأمل الذي يدفعنا للانطلاق من جديد، لنتحدى الصعوبات ونتغنى بإكسير الصبر والتحمل. وعند الحديث عن البلديات، يختلط عبق الصمود مع نفحات الأمل والعمل. وفي هذا السياق، تبرز بلدية زبقين من خلال عملها الجاد وسعيها المستمر لتقديم الخدمات لأهلها، مُثبتةً أن الصعوبات ليست عائقًا أمام من يتحلى بروح التحدي والإصرار.
يتحدث رئيس بلدية زبقين علي بزيع، عن اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار، قائلاً: "كنا نعلم أن ما ينتظرنا كبير جدًا نتيجة همجية ووحشية العدو الذي استهدف بيوت وأرزاق الناس، فضلًا عن البنى التحتية التي تشكل الممر الإجباري للاستمرار في الحياة الطبيعية. ولكننا عقدنا العزم على العمل بكل جهودنا وسعينا لعودة الحياة إلى ما كانت عليه".
وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، أشار بزيع إلى أنه منذ الساعات الأولى لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، بدأت فرق العمل، المؤلفة من متطوعين من الدفاع المدني والهيئة الصحية والبلدية، بإزالة الركام عن الطرق العامة ومداخل الأحياء ليتسنى للأهالي الدخول إلى ما تبقى من بيوت وأرزاق لتفقدها.
وفي إطار سعيها الدائم لضمان استمرارية الخدمات، فعّلت البلدية مستوصف البلدة واستقبلت الأهالي بين الركام للاستفادة من مشروع "أطباء بلا حدود" للكشف الصحي العام على جميع المتواجدين في البلدة.
كما نظّمت بلدية زبقين، بالتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية ولجنة إدارة الكوارث، يومًا طبيًا مجانيًا، تم خلاله تقديم مجموعة من الخدمات الطبية التي شملت معاينات للأمراض المزمنة والحادة، بالإضافة إلى توزيع الأدوية وتقديم الإرشادات الصحية والنفسية والاجتماعية.
وأوضح رئيس بلدية زبقين أن العدوان تسبب بأضرار جسيمة طالت المرافق العامة، بما في ذلك حسينية البلدة، المسجد، المدرسة الرسمية، ومبنى البلدية، فضلًا عن الدمار الكامل الذي لحق بشبكة المياه الرئيسية وشبكة الكهرباء، مما وضع البلدة أمام تحديات كبيرة نتيجة قلة الإيرادات.
ورغم الأضرار الكبيرة، عملت البلدية منذ اليوم الأول على خطط منهجية لتخفيف الأعباء. وأكد بزيع أنهم بدأوا هذه الرحلة معتمدين على الجهود الفردية وبعض الجهات لإعادة صيانة وإصلاح ما تضرر من شبكة المياه وبعض الأماكن الأساسية لعودة الحياة الطبيعية. وأمل أن تبادر الوزارات والمؤسسات الرسمية إلى إصلاح ما دمره العدوان، بما في ذلك شبكات وأجهزة إنارة الطاقة الشمسية في الطرقات العامة.
كما أثنى رئيس البلدية على جهود أصحاب المحلات التجارية والأفران التي دُمرت أو تضررت، مشيرًا إلى أنهم اختاروا أماكن بديلة لاستمرار تقديم الخدمات المطلوبة دعمًا للأهالي، ومواكبة لإعادة النهوض والبناء من جديد. واعتبر أن هذه الجهود تعكس إرادة الأهالي وتصميمهم على تجاوز المحنة وإعادة بناء حياتهم رغم التحديات الكبيرة.
من جهة أخرى، أشار بزيع إلى أن الفرق الفنية التابعة للبلدية من مهندسين متطوعين بدأت منذ اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار بالكشف على المنازل المتضررة أضرارًا خفيفة، ليتسنى لأصحابها البدء بإصلاحها لاستضافة من دمرت منازلهم، تعزيزًا للتكاتف الاجتماعي.
كما عملت البلدية على مواكبة الفرق الهندسية التابعة لجهاد البناء لكشف وإحصاء جميع المنازل التي دُمرت وتضررت ليُصار إلى تعويضها وإعادة بنائها، وفقًا للوعد بأنها ستعود أجمل مما كانت.
واختتم رئيس بلدية زبقين حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن البلدية تقوم بدراسة خطة للمستقبل القريب لتسهيل إعادة الإعمار والترميم والصيانة في كافة المرافق العامة والخاصة، بما يسهم في دعم صمود الأهالي وتسريع عجلة النهوض من جديد. وتمنى أن تمدّ الجمعيات يد العون لدعم صمود الناس وترميم وصيانة المرافق العامة، متوجهًا بالتحية لأرواح الشهداء، داعيًا بالشفاء للجرحى والتحرير للأسرى.
تاريخ النشر:2025-01-10