خاص موقع جمعية العمل البلدي - رنا حجازي
تتكاتف البلديات وتتحد لخدمة أهلها النازحين قسراً والصامدين في آن واحد. فقد أثبت هذا العدوان أن الأيادي البيضاء لا تزال تلوّح في الأفق، وأن الإنسانية شعور يتجدد مع كل أزمة نعيشها. ويصدح صوت رؤساء البلديات وموظفيها من بين الركام ليقولوا لنا: "لا زلنا هنا، نعيش، نشعر، ونقدّم حتى آخر رمق".
لبلدية النبطية وقع خاص، فقد خرجت عن العمل البلدي التقليدي حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به. هذا هو نتاج الشهيد الرئيس أحمد كحيل، الشخصية النموذجية، والمسؤول القدوة في التواضع، الأخلاق، التدين، والزهد. هكذا عرّف عنه أحد الفاعلين في العمل البلدي من الذين عملوا معه.
يقول عارفوه إنه عمل مع عدد كبير من الموظفين والمتطوعين الذين كانت لديهم الرغبة في المساعدة، حتى ارتقوا معه شهداء. ولم يتوقف أثر الشهيد كحيل بعد شهادته، فقد بقي جزء من الموظفين والمتطوعين يعملون لإكمال مسيرته.
بأسلوبه اللبق وعمله المعطاء، شكّل الشهيد كحيل فريق عمل كبير أسهم في تحويل بلدية النبطية إلى مؤسسة خدماتية. استطاع أن يوسّع نطاق العمل البلدي في عدة مستويات إنمائية وخدمية، فعمل على تحسين الشجر والحجر.
لم يقتصر عمل البلدية على تزفيت الطرقات وجمع النفايات، بل تعدّى ذلك ليشمل العمل على الرعاية المجتمعية لأفرادها. يشير عارفوه إلى أن فريق عمل البلدية، وعلى رأسه الشهيد كحيل، وضع العديد من اللمسات المهمة على إنماء البلدة، أبرزها الرعاية الصحية، وخطة الاشتراك الكهربائي، وإعمار سوق الخضار والفاكهة، وإنشاء الحدائق العامة، ومنها المخصصة للأطفال مثل حديقة السيدة رقية، وحديقة الرسول الأعظم، وحديقة السيدة المعصومة.
هذا العمل الدؤوب والمخلص ساهم في أن تكون للشهيد كحيل وفريق عمله علاقة طيبة ومميزة مع مختلف الجهات الخارجية، التي لطالما أثنت على إخلاصه في عمله، خاصة في الجانب الإداري والخدماتي.
يقول من واكب الشهيد الرئيس أحمد كحيل إنه والمجلس البلدي نسّقوا مع البلديات خطط التكاتف والطوارئ في حال توسعت الحرب منذ أولى أيامها. ومن خلال لقاءات عديدة، رسمت البلدية ومن حولها من البلديات والجمعيات والمنظمات سبل العمل لاستقبال النازحين قسراً ودعم الصامدين.
تحمّل رئيس بلدية النبطية الشهيد، ومن معه، الكثير من المسؤوليات. يعدد أحد المطلعين على عملهم بعض الملفات التي تابعها الشهيد كحيل، منها: رفع الأنقاض والإطفاء، ملف الطوارئ والإسعاف، ملف دعم الصامدين وتأمين احتياجاتهم (الخبز اليومي، المواد الغذائية)، وملف فتح الطرقات.
كذلك تابع الفريق البلدي ملف الخدمات العامة (تأمين المياه، الكهرباء، الاشتراك، والهاتف)، وملف طوارئ الخدمات لصيانة الأعطال، وملف العلاقات العامة للتواصل مع الجمعيات والمنظمات ومؤسسات الدولة المختلفة والتجار والمغتربين للدعم والمساندة. ومن المهام التي تابعها الرئيس الشهيد أحمد كحيل كانت ملف مراكز النزوح وملف دفن الشهداء.
هذا ما شهده وعاشه وواكبه الشهيد كحيل وزملاؤه حتى الشهادة. فللشهيد الرئيس أثر في نفوس كل من عرفه أو سمع عنه. فقد أثبت أن الكفاح والجهاد ليسا في الجبهات فحسب، بل يمكن تطبيقهما بالعمل البلدي، ويضاف إليهما مفاهيم العطاء والتفاني والتضحية.
تاركاً أثرًا حيًّا ومثالاً في القيادة يحتذى به، وروحاً في العمل التطوعي من أجل الوطن، وارثاً عظيماً لمن سيخلفه، يواصل من بقي من المجلس البلدي، ومن الفاعلين في البلدية من زملاء الشهيد، مساره ويخوضون دربه، ليشهد الجميع أن العمل البلدي يبني الأوطان بجهود شباب نشطين صادقين مخلصين.
تاريخ النشر:2024-11-01