خاص موقع جمعية العمل البلدي - رنا حجازي
هكذا هم أهل النخوة، قادة من تلك البيئة المجاهدة، يسعون للخير، وبكثير من الحمد لله. منذ بداية الحرب، لا نزال نشهد تلك الأيادي البيضاء المكافحة التي لم تترك أهلها. رغم الإمكانيات المتواضعة، قدّمت الكثير من الخير الوفير في ظل هذه المحنة.
من الجنوب، من صير الغربية جارة النبطية، ورغم الغارات الغاشمة التي شنها العدو على أراضيها، لا تزال هذه البلدة تقف وقفة عزّ، مساندةً لأهلها. تُقيم فيها حوالي 60 عائلة صامدة على أرض الكرامة، أرض الجنوب.
يتواصل العطاء بدعم كبير من رئيس بلديتها سعد الله معتوق، الذي يبذل كل ما بوسعه من جهد وطاقة لتأمين الاحتياجات الأساسية من كهرباء، مياه، ومواد أولية لازمة لأهل البلدة، ساعيًا لتحقيق الخير في أحلك الظروف.
بلهجته الجنوبية يقول معتوق: "كلّه بيساعد بعضه". ويضيف في حديثه لموقع جمعية العمل البلدي أنه يعمل مع عدد من شبان البلدة على إنجاز مهام متعددة تهدف إلى دعم صمود الأهالي وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
مع بداية العدوان، سعى رئيس بلدية صير الغربية لتأمين جرافات لفتح الطرقات وتسهيل التنقل، إضافة إلى إزالة الركام الناتج عن الغارات التي شنّها العدو الإسرائيلي. ورغم التحديات، وبتواصل مع أحد الشبان، تمكّن من الحصول على مازوت بدعم من الصليب الأحمر الدولي لتشغيل المولد الذي يغذي بئر المياه في البلدة، مما ساهم في عودة الخدمة للعائلات الصامدة.
يشير رئيس بلدية صير الغربية سعد الله معتوق إلى وجود ثلاث آبار في البلدة، إلا أن الأوضاع الأمنية الصعبة والغارات المستمرة حالت دون الاستفادة إلا من بئرين فقط. بفضل توفير المازوت، يتم تشغيل الآبار لتلبية احتياجات الصامدين. ويوضح في حديثه لموقعنا أنه رغم وجود شبكة الطاقة الشمسية، يضطرون إلى تشغيل المولدات نظرًا لانخفاض أشعة الشمس. وحرصًا على الصيانة الدائمة، تمكنت البلدية من تأمين زيت للمولدات لضمان عملها.
لم تقتصر جهود رئيس البلدية عند هذا الحدّ. فمن أجل بيئة نظيفة، بذل معتوق جهدًا كبيرًا لإزالة النفايات من الأحياء وتنظيف البلدة. ورغم الظروف الأمنية الصعبة، تستخدم البلدية سيارة بيكاب لجمع النفايات أسبوعيًا.
إلى جانب الخدمة العامة، يرعى رئيس البلدية الصامدين في البلدة ويعمل على تأمين المواد الغذائية والخبز من مدينة النبطية بمعدل 100 ربطة يوميًا، فضلًا عن 35 حصة تموينية. ومع خطورة المواصلات لتأمين التموين، يستعين رئيس البلدية بالإمداد من مدينة صيدا، لتأمين 80 حصة للمقيمين في البلدة.
ولأن روح شباب صير الغربية تنشط بالعمل الجماعيّ، يقوم عدد من المتطوعين بجهود لتوفير المواد الغذائية الأسبوعية، إذ يشمل التموين المعلبات والشاي والحبوب وغيرها من المواد الأساسية.
جهود بلدية صير الغربية لا تنتهي عند الحدود الجغرافية للبلدة، فرئيسها سعد الله معتوق لم ينسَ متابعة النازحين قسرًا عن البلدة إلى العاصمة بيروت أو الذين انتقلوا إلى أماكن نزوح أخرى.
تاريخ النشر:2024-11-10