خاص موقع جمعية العمل البلدي – رنا حجازي
في مواجهة تداعيات الحرب التي طالت بلدة الخيام، تقف البلدية وقفة عز وصمود، باذلة جهوداً دؤوبة لوضع خطط شاملة لإعادة الإعمار وتجاوز آثار الدمار، بهدف ضمان عودة كريمة لأهالي البلدة إلى ديارهم.
ورغم المخاطر الأمنية التي لا تزال تلوح في الأفق بسبب الذخائر غير المنفجرة والدمار الذي طال البنية التحتية والمنازل، يبذل رئيس بلدية الخيام عدنان عليان، كافة الجهود لتجاوز هذه التحديات ومتابعة الأوضاع عن كثب.
وفي حديث خاص لموقع جمعية العمل البلدي، أعرب عليان عن أسفه لعدم تمكن الأهالي من العودة حتى الآن، مؤكداً أن البلدية تواصل التنسيق مع وزارة الأشغال لفتح الطرقات ورفع الأنقاض في المناطق التي يتمكن الجيش اللبناني من الوصول إليها، إلى جانب انتشال جثامين الشهداء بالتعاون مع الدفاع المدني.
وفي إطار تأمين بيئة مناسبة للعودة وضمان استقرار العائدين ومواجهة آثار العدوان، وضع رئيس البلدية مجموعة من الخطط تشمل مقترحات في مجالات متعددة لتحقيق نتائج ملموسة وسريعة.
يعتبر عليان أن إصلاح البنية التحتية أولوية قصوى، قائلاً: "ستعمل البلدية بالتنسيق مع الجهات المعنية على إصلاح شبكات المياه والكهرباء والاتصالات لضمان عودة الخدمات بسرعة إلى منازل النازحين قسراً عن البلدة".
كما يسعى رئيس البلدية إلى تشكيل لجان متخصصة لتحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمنازل والمحال التجارية، إضافة إلى إجراء مسح شامل للأماكن العامة بهدف تقديم تقييمات تسهم في وضع خطة إعادة الإعمار المستقبلية.
وعن الأسر التي فقدت منازلها، أضاف عليان أن البلدية ستبذل جهوداً لتوفير مساكن بديلة خاصة ان لجان التعويضات ستدفع بدل ايواء يمكن من خلاله ايجاد مسكن مؤقت حتى اعادة الاعمار.
وأشار إلى أن أصحاب المحال والمؤسسات التجارية المتضررة نتيجة العدوان ستحاول البلدية وبدعم من جمعية العمل البلدي في منطقة الجنوب تقديم مساعدات قدر المستطاع لتيسير أمور حياتهم وأرزاقهم والبدء باعادة فتح محلاتهم.
وفيما يتعلق بالأراضي الزراعية، التي تعد جزءاً مهماً من اقتصاد البلدة، أكد عليان أن البلدية ستعمل على تشكيل لجان لمتابعة مسح الأضرار، خاصة تلك الناتجة عن القصف الفوسفوري، وتقديم الدعم اللازم للمزارعين لضمان استدامة المواسم الزراعية المقبلة.
من جهة أخرى، أشار رئيس البلدية إلى أن البلدية بالتعاون مع المراكز الصحية، ستنظم حملات توعية للحد من المخاطر، إضافة إلى تقديم المساعدات الطبية والفحوصات اللازمة. وستُنفذ حملات تشجير بعد إتمام المسح الشامل للأماكن العامة، مثل الحدائق والملاعب، للتأكد من خلوها من مخلفات العدوان.
كما تعمل بلدية الخيام على تحويل الدمار إلى فرصة عبر إعادة تدوير المواد كالحديد والزجاج بالتعاون مع الشركات المتخصصة.
وتماشياً مع خطة عودة النازحين قسراً، جهّزت البلدية ملفاً لدعم القطاع التعليمي والأنشطة المجتمعية، وتوفير الدعم النفسي وتعزيز الروابط الاجتماعية بالتنسيق مع الجمعيات المحلية. وستعمل على إقامة دورات تقوية لتسهيل عودة الطلاب إلى مدارسهم، مع التشجيع على تنظيم أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية.
وفي ختام حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، شدد رئيس بلدية الخيام عدنان عليان، على أن الإرادة الصلبة والجهود المستمرة قادرتان على تجاوز كل الصعاب. وأضاف: "بخطط طموحة ورؤية مستقبلية، نُضمد جراح الدمار ونُمهّد الطريق نحو مستقبل مشرق يعيد للبلدة مجدها وكرامتها".
تاريخ النشر:2024-12-25