خاص موقع جمعية العمل البلدي - مريم ادريس
عادت الحياة الطبيعية تدريجيًا إلى بلدة مقنة في محافظة بعلبك الهرمل، بعد الأضرار التي خلفتها الاعتداءات الصهيونية الأخيرة. ورغم التحديات، تبذل البلدية جهودًا مكثفة لدعم سكانها في مواجهة الظروف الصعبة.
رئيس بلدية مقنة فؤاد المقداد، تحدث لموقع جمعية العمل البلدي عن أبرز التحديات التي واجهتها البلدة والجهود المبذولة لتعزيز الصمود وتحسين الظروف.
وأشار المقداد أن البلدة شهدت تدميرًا جزئيًا وكليًا في منازل عديدة، حيث تعرضت عشرة الوحدات السكنية للتدمير الكامل وتم تسويتها أرضاً، بينما تأثر عشرون منزلًا بأضرار متفاوتة.
وأوضح أن بعض السكان تمكنوا من إصلاح منازلهم، في حين لم يباشر البعض بالإصلاحات، علماً ان لجان الكشف عن الأضرار انهت مسحها للبلدة. كما قامت البلدية بمسح شامل للأضرار الناتجة عن القصف، وقدرت كمية الردميات أي البيوت المتضررة بحوالي 1380 مترًا مكعبًا. أمّا عن أضرار البلدية، فيقول المقداد انها اقتصرت على بيك اب وجرار للفلاحة، ما سهل عودة الخدمات العامة الى طبيعتها.
على مستوى البنية التحتية، أشار المقداد إلى تضرر الخط الرئيسي للمياه نتيجة القصف، إلا أن البلدية قامت بإصلاحه لضمان استمرار توفير المياه للسكان. أما عن شبكة الكهرباء، فتضرر عشرة أعمدة كهربائية وتم تقديم تقرير للاتحاد الأوروبي من أجل صيانتها.
خلال الأزمة، ركزت بلدية مقنة جهودها على مساعدة السكان الصامدين. ووفقًا لرئيس البلدية فؤاد المقداد، تم توزيع حصص غذائية مقدمة من مجلس الجنوب، إضافة إلى دعم العمال الذين استمروا في أداء مهامهم من قبل جمعية العمل البلدي.
يؤكّد المقداد أن البلدية تواجه تحديات مالية كبيرة، حيث لم تصل مستحقاتها المالية من الدولة منذ عام 2022. وأوضح المقداد في حديثه لموقعنا أن البلدية تبذل قصارى جهدها لتقديم الحد الأدنى من الدعم المالي للعمال لضمان استمرارهم في العمل.
على صعيد التعليم، يستكمل رئيس بلدية مقنة كلامه بأن المدارس عادت إلى نشاطها الطبيعي، ولم تسجل أي أضرار في المباني المدرسية. كما أكد المقداد أن البلدية مستمرة في تقديم الخدمات الأساسية مثل جمع النفايات وتوفير المياه، مشيرًا إلى وجود بئر مياه خاص بالبلدية يتم تشغيله بالطاقة الشمسية. وأضاف أن البلدية تعتمد على كميات المازوت المقدمة من جمعية العمل البلدي لتشغيل بئر المياه في الأيام التي تكون فيها الطاقة الشمسية غير كافية.
تواجه بلدة مقنة تحديًا متزايدًا بسبب موجة النزوح جديدة من سوريا إلى لبنان. وفي هذا الاطار تبذل البلدية جهودًا لتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين، بما في ذلك السكن والمساعدات الضرورية، رغم الإمكانيات المتواضعة المتوفرة. وأضاف رئيسها أن البلدية تعتمد على المساعدات المتفرقة من جهات مختلفة لدعم النازحين.
ختامًا، تواصل بلدة مقنة مواجهة التحديات، حيث تبذل بلديتها جهودًا متواصلة لتقديم الخدمات الأساسية للسكان. ورغم الإمكانيات المحدودة، تظل إرادة الصمود والعمل الجماعي هي المحرك الأساسي لتحقيق الاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية. هذه المساعي تعكس إصرار البلدة على التغلب على الأزمات وبناء مستقبل أفضل لأبنائها.
تاريخ النشر:2025-01-07