
خاص موقع جمعية العمل البلدي - نادين عباس
في مشهدٍ يعكس روح التعاون والتضامن، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المناطق الحدودية جراء التحديات التي تواجهها، برزت مبادرات التكاتف بين البلديات كإحدى أبرز الصور الإنسانية التي تجسد عمق الأخوة والوحدة في مواجهة الأزمات. وقد تجسد هذا التعاون من خلال اتحاد بلديات القلعة، حيث تم تبادل المساعدات بشكل يشير إلى مسؤولية مشتركة وواجب أخلاقي تجاه المناطق الأكثر تضررًا.
مبادرة بلدية السلطانية لدعم البلديات الحدودية
مع وصول المساعدات إلى اتحاد بلديات القلعة، والتي شملت الخيم، الفرش، البطانيات، المخدات، وغيرها من المستلزمات الأساسية، أكد رئيس بلدية السلطانية حسان قصفة على ضرورة تخصيص الأولوية للبلديات الواقعة على خط التماس، مثل بلدية رامية والقرى الحدودية الأخرى.
وأضاف قصفة أنه بناءً على ذلك، تم اتخاذ قرار بتخصيص الخيم والفرش والحصص الأخرى لصالح بلدية رامية، نظرًا للظروف الصعبة التي تمر بها، حيث كان من الضروري تقديم يد العون للمتضررين في تلك المناطق.
وأوضح قصفة أن هذه المبادرة لاقت تجاوبًا إيجابيًا من بعض البلديات، مثل كفرا وقلاوية، حيث قام الاتحاد بإعادة توزيع الحصص بشكل يتناسب مع الحاجة الفعلية للبلديات الحدودية. كما أشار إلى أن الاتحاد أخذ بعين الاعتبار أن البلديات الواقعة على الحدود تحتاج إلى دعم أكبر من تلك الموجودة في الداخل، وهذا يعكس الحس التضامني العميق بين البلديات.
وأضاف قصفة: "ما دفعني إلى طرح هذا الموضوع هو قناعتي بأننا في مثل هذه الظروف يجب أن نقف جميعًا إلى جانب بعضنا البعض، وأن نبتعد عن الأنانية. صحيح أن الجميع بحاجة إلى المساعدات في هذه الأوقات الصعبة، لكن هناك من هم أولى بها، والمنطق والواجب يحتمان علينا أن نضع القرى الحدودية في الأولوية. فلا يجوز أن نقف متفرجين حين نستطيع أن نقدم ولو القليل لمن هم بأمس الحاجة إليه".
وأشار قصفة إلى أن هذا الأمر يستدعي التفاتة جادة من الجهات المانحة، وضرورة العمل على زيادة الدعم بشكل أكبر، لأن كل البلديات بحاجة، ولكن الأولوية حاليًا يجب أن تكون للبلديات الواقعة على الحافة، التي تعاني من أضرار جسيمة وتحتاج إلى وقفة جماعية للنهوض مجددًا.
بلدية كفرا تكرّس مبدأ التضامن والتكاتف
من جهته، أكد رئيس بلدية كفرا يوسف بشير أن المبادرة جاءت في سياق التعاون والتكاتف، حيث قرروا التبرع بالكامل بالمساعدات للقرى الحدودية الأكثر تضررًا.
وأردف بشير أن هذا القرار جاء نتيجة للدعم والتشجيع من جمعية العمل البلدي ممثلة بمدير الجمعية في منطقة الجنوب علي الزين، الذي شدد على أهمية التضامن في مثل هذه الأوقات العصيبة. كما أكد بشير أن التكاتف والتعاون بين البلديات في هذه الظروف ليس خيارًا بل ضرورة، فكما كنا دائمًا سندًا لبعضنا البعض، يجب أن نكون سندًا في إعادة البناء والتعافي.
وأضاف بشير: "ما قمنا به اليوم هو رسالة بأننا جسد واحد، وبروح التعاون سنتمكن من تجاوز المحنة معًا والعودة أقوى مما كنا".
بلدية رامية تشكر البلديات المتعاونة
وفي هذا السياق، شرح رئيس بلدية رامية علي مرعي أنه بالنسبة لإتحاد بلديات القلعة، وبعد متابعة عملية توزيع المساعدات بشكل يومي، تم تقسيم الحصص الغذائية، الخيم، البطانيات، والفرش وفقًا لعدد البلدات في الاتحاد وحجم السكان في كل منها. وأوضح مرعي أن بلدية السلطانية وبلدية ياطر وغيرهما بادروا بتقديم المساعدات إلى بلدية رامية التي كانت في أمس الحاجة إليها جراء الدمار الكبير الذي لحق بها.
ولفت إلى المبادرة المشكورة من بلدية السلطانية، ممثلة برئيس بلديتها حسان قصفة، وبلدية ياطر ممثلة برئيس البلدية خليل كوراني، وغيرها من البلديات لتسليم الحصص إلى بلدية رامية، التي كانت في أمس الحاجة إلى هذه المساعدات بسبب الدمار الكبير الذي لحق بها. وأشار مرعي إلى أنه تواصل مع رؤساء البلديات المعنية لشكرهم على هذه المبادرة الأخلاقية والوقوف الجميل مع بلدية رامية في هذه الظروف الصعبة.
عندما تتضافر الجهود وتلتقي النوايا الطيبة، يصبح من الممكن تجاوز التحديات الكبرى التي تواجهنا. ما تحقق اليوم من تآزر بين البلديات هو رسالة أننا نعمل يدًا بيد، نبني جسورًا من الأمل والصمود. ومن خلال التعاون والتكافل، يمكن للبلديات تحويل الأزمات إلى فرص للنمو والتعافي، لأن قوتها تكمن في وحدتها وفي الإيمان بأن التضامن هو الطريق الوحيد نحو غدٍ أفضل.
تاريخ النشر:2025-02-03