
خاص بموقع جمعية العمل البلدي - مريم مهدي
تشهد القرى الجنوبية من لبنان أوضاعًا استثنائية عقب العدوان الإسرائيلي الأخير الذي تعرضت له. حيث خلفت الهجمات العدوانية دمارًا هائلًا في البنية التحتية، إضافة إلى تدمير العديد من المنازل والمرافق الحيوية.
ورغم توقف الأعمال القتالية جزئيًا بعد الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، فإن التحديات ما زالت قائمة في العديد من القرى الحدودية، بما فيها بلدة بنت جبيل، إذ تعاني من تدمير شامل في العديد من مناطقها. ورغم كل ذلك، لا تزال البلدية وأجهزتها تعمل بكل إمكانياتها لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وسط الظروف الأمنية الصعبة التي لا تزال تهدد سلامة المدنيين.
وفي مقابلة خاصة مع موقع جمعية العمل البلدي، شرح رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي الوضع الراهن في المدينة والآثار التي خلفتها الأحداث الأخيرة. وقال بزي إن العدو لا يزال متواجدًا على أطراف المدينة ويطلق رشقات رصاص بشكل متكرر على الأحياء السكنية، مما يشكل تهديدًا مستمرًا للسلامة العامة.
وأشار بزي إلى أن الأهالي لم يعودوا بعد إلى ديارهم بسبب الوضع الأمني غير المستقر، مضيفًا أن الخروقات للاتفاق مستمرة، مما يجعل المدينة تحت التهديد. ورغم ذلك، عاد جزء قليل من السكان إلا أن أعدادهم قليلة.
وعن اليوم الأول من وقف إطلاق النار، أكد بزي أنه تم فتح الطرقات قدر الإمكان لتيسير حركة الأهالي العائدين من التهجير القسري. وأوضح بزي أن مبنى البلدية قد تعرض للتدمير بالكامل، وهو مبنى ضخم يتألف من 5 طوابق بمساحة 700 متر لكل طابق، وكان يعد بمثابة مركز إداري كبير للمدينة. كما لفت إلى أن جزءًا كبيرًا من الآليات والتجهيزات التابعة للبلدية لحقها أضرار أخرجتها عن الخدمة.
أما بالنسبة لخطة البلدية المستقبلية، فقد أوضح رئيس البلدية في حديثه لموقعنا أنه تم وضع خطة للانتقال إلى مقر مؤقت، وهو الطابق الثاني من المكتبة العامة في بنت جبيل، التي هي ملك للبلدية. وسيتم استكمال الأعمال البلدية فور انسحاب القوات المعادية من الأراضي الجنوبية.
وفيما يتعلق بالبنى التحتية، أفاد بزي بأن أضرارًا كبيرة طالت شبكة الكهرباء العامة، فدمّر جزء كبير من الأعمدة والأسلاك. ولفت إلى أن شبكة الكهرباء التابعة للبلدية قد تضررت بشكل كبير أيضًا، فيما قدّرت الخسائر بقيمة 200 ألف دولار، على أن يبدأ العمل بإصلاحها بعد مرور 60 يومًا من الهدنة.
أما عن شبكة المياه، فقد أكد بزي أن خزانات المياه في المدينة ما زالت سليمة، بينما كانت الأضرار في شبكات المياه جزئية، وسيتم العمل على إصلاحها في أقرب وقت ممكن. كما أشار بزي إلى أن الإنارة في المدينة تضررت بشكل كبير، في حين أن الطاقة الشمسية في جميع أنحاء البلدة قد تأثرت، ولكن البلدية لم تتمكن من إحصاء الأضرار بدقة بسبب المخاطر الأمنية.
"فريق البلدية باشر بإحصاء الوحدات السكنية المتضررة" يقول رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، ويضيف أن معظم البيوت في المدينة قد تضررت بشكل كبير نتيجة العدوان. وبخصوص خطة إعادة الإعمار، أوضح بزي أن هناك خطة واسعة لإعادة إعمار المدينة، وسيتم البدء بالعمل فور انسحاب القوات المعادية من القرى الحدودية.
وفي ختام حديثه لموقعنا، أكد بزي أن المدينة بحاجة إلى دعم كبير من أجل إعادة بناء ما دمره العدوان، وستعمل البلدية على تنفيذ خططها وفقًا للظروف الأمنية المتاحة.
تاريخ النشر:2025-01-22