
خاص موقع جمعية العمل البلدي - نور شعبان
رغم الدمار الذي يلفّها من كل جانب بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير، تحاول البلديات الحدودية النهوض من جديد، متحديةً التهديدات الإسرائيلية، ومنتظرةً المهلة الممددة لوقف إطلاق النار في الـ18 من الشهر الجاري.
بلدية عيترون الحدودية دخلها أهلها بمؤازرة من الجيش اللبناني، محررين أرضهم من الاحتلال. ورغم انتشار الجيش فيها، إلا أن وجود العدو في بعض أطرافها حال دون إجراء إحصاء شامل للأضرار أو تفعيل الخطة الكاملة لإعادة الترميم والصيانة والإعمار.
نائب رئيس بلدية عيترون علي حجازي، الذي يتابع أوضاع البلدة منذ ثلاث سنوات بتكليف من رئيسها سليم مراد، يقول في حديث لموقع جمعية العمل البلدي إن الأضرار التي أصابت البلدة كبيرة جداً، وإن أكثر من 95% من منازلها ومؤسساتها التجارية متضررة، بين تكسير للزجاج، وتصدع في العمران، وأضرار تتطلب جرفاً وهدمًا كليًا.
"بعض الأحياء سُوّيت بالأرض بالكامل دفعةً واحدة بعمليات نسف وتدمير ممنهج استهدفت حتى البنية التحتية"، يلفت حجازي في حديثه لموقعنا، ويضيف: "حتى شبكات المياه والكهرباء تضررت بالكامل بفعل التجريف العميق الذي نفذته آليات الاحتلال". كما يشير إلى أن برك المياه تضررت بفعل القصف الصهيوني، ولحق الضرر بثلاثة آبار ارتوازية من أصل أربعة.
كل ذلك ولم يكن القطاع الزراعي بمنأى عن أضرار العدو. يوضح حجازي أن عيترون، كبلدة زراعية، خسرت مواسمها بالكامل منذ ما يزيد عن السنة، إذ احترقت أو جُرفت حقول الزيتون والزعتر. كما دُمّرت المزارع التي تضم أكثر من 500 رأس من الأبقار بالكامل، فضلاً عن معمل الألبان والمونة.
لم تقتصر الخسائر على المساكن والأراضي، بل امتدت إلى الخدمات الصحية والأماكن العامة. ويشير حجازي إلى أن المنتزهات والملاعب دُمّرت بالكامل، فيما تقدَّر خسائر الأماكن السياحية وحدها بما يتجاوز مليون دولار. كما يضيف أن ثلاثة مستوصفات طبية كانت تخدم أهل البلدة والقرى المحيطة دُمّرت بالكامل.
أمام هول المشهد وحجم الدمار، وضعت بلدية عيترون خططًا متكاملة لصيانة الشبكات وإعادة الخدمات فور انسحاب الاحتلال. ورغم صعوبة التحدي والتهديد الأمني، باشرت البلدية بفتح الطرقات وتنظيفها، فأنجزت جرف الردميات وفتح الطرقات بنسبة 95%.
تزامناً مع إزالة آثار العدوان، بدأت فرق البلدية معالجة مشكلة كابلات الكهرباء المقطوعة لإعادة التيار إلى منازل الأهالي العائدين من التهجير القسري. وبعد حصر الأضرار وتحديد الحاجيات الأساسية، تستعد فرق البلدية لبدء أعمال الصيانة لكامل الشبكة. بالتوازي، وبجهود البلدية، تم تأمين 250 لمبة تعمل على الطاقة الشمسية لإنارة الطرقات الرئيسية والفرعية، بما يسهل عودة الأهالي.
وبالتعاون مع الهيئة الصحية، ولإعادة تشغيل القطاع الصحي ولو بشكل جزئي، ساهمت البلدية في تأمين "بيت جاهز" ليكون حالياً بديلاً عن المستوصف الطبي في البلدة، حيث سيخدم الأهالي العائدين بتوفير الدواء والعلاجات البسيطة والحالات الطارئة الخفيفة، بما يسهم في إعادة الحياة إلى البلدة.
وفي ختام حديثه لموقعنا، ناشد نائب رئيس بلدية عيترون الموكَل بمهام البلدية حالياً علي حجازي، الوزارات والمؤسسات الرسمية للإسراع في إعادة ترميم وصيانة وإعمار البلدة، واصفاً الأوضاع بالكارثية، والخسائر بأنها تتجاوز قدرة البلدة.
وإذ أشاد بعودة الأهالي رغم التهديد الأمني، دعا أصحاب الأيادي البيضاء إلى التعاون مع البلدية لصيانة المشاريع الخدماتية، خصوصاً تلك التي تفوق قدرة البلدية وحدها.
تاريخ النشر:2025-02-14