
خاص بموقع جمعية العمل البلدي - نور شعبان
في قلب الجنوب اللبناني، حيث تجتمع آلام الماضي وآمال المستقبل، تسعى بلدية طلوسة بكل قوتها لتجاوز الأضرار الكبيرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على لبنان، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الالتزام به من الجانب اللبناني فقط.
ورغم الظروف الصعبة، يسعى رئيس بلدية طلوسة كامل ترمس، بحسب حديثه لموقع جمعية العمل البلدي، إلى إعادة الحياة للبلدة من خلال جهود جماعية. وقال ترمس إن جميع منازل البلدة لم تسلم من العدوان، فقد تعرض 30% منها للتدمير الكلي، وتضرر 50% بشكل جسيم يحتاج إلى ورش ترميم، أما الـ 20% المتبقية فهي متضررة بشكل متوسط وخفيف.
حتى المرافق العامة في البلدة لم تسلم من جرائم العدوان، فتعرضت الحسينية الرئيسية لتدمير كامل، وتضرر بذلك المستوصف الموجود تحتها. كما تضررت حسينية النساء بشكل جزئي، فيما أصيب المسجدان بأضرار فادحة. ويلفت ترمس إلى تضرر النادي الرياضي أسفل أحد المساجد. هذا وتعرض مبنى البلدية وآلياتها للتدمير أيضًا، ولم تسلم المدرسة الرسمية من همجية العدو وغاراته.
وفي حديث لموقعنا، شرح ترمس الضرر الذي أصاب الخدمات العامة، حيث تضررت شبكة الكهرباء وقطّعت كبلاتها، إضافة إلى تضرر شبكة الاشتراك التابعة للبلدية. أما مولدات الاشتراك الثلاثة فتعرضت لأضرار، مما حال دون وصول الكهرباء لمنازل العائدين. الأضرار طالت أيضًا شبكة المياه ومحطة التكرير، فيما يحتاج البئر الارتوازي إلى صيانة أولية لمعاينة الأضرار.
أما القطاع الزراعي، فقد تأثر بشكل كبير أيضًا، وتم تدمير حظائر للمواشي التي كانت مملوكة للبلدية، وألحق الاحتلال أيضًا أضرارًا بالأراضي الزراعية، فضلاً عن عمليات الجرف المتعمدة. وأكد ترمس أن الإحصاء النهائي لحجم الأضرار لم يكتمل بعد، نظرًا لحجم الدمار الضخم والذي يشكل تحديًا كبيرًا للبلدية.
رغم هذه الصعوبات، تبذل بلدية طلوسة جهودًا حثيثة لرفع آثار العدوان، فقامت بفتح جميع الطرقات، وأعلنت عن عمليات انتشال جثامين الشهداء. وتتعاون بلدية طلوسة مع جمعية جهاد البناء ومجلس الجنوب لمعاينة الأضرار، لتطبيق خطة إعادة الإعمار والترميم.
وقال ترمس إن الأولوية تكمن في تأمين الكهرباء والمياه للأهالي، وهو ما يشكل جزءًا أساسيًا من خطة إعادة الحياة للبلدة، مثنيًا على دور جمعية العمل البلدي والاتحادات في الضغط على الوزارات والمؤسسات الرسمية للقيام بالإصلاحات والحصول على الدعم لصيانة الخدمات.
رغم ضخامة الكارثة وقلة الموارد، يظل الأمل موجودًا في بلدة طلوسة. فمع عودة الأهالي وبدء عمليات إعادة الإعمار، تواصل البلدية مسيرة النهوض، معتمدة على جهود بلديتها وعزيمة أهلها وتكاتفهم لإعادة الحياة إلى أرضهم.
تاريخ النشر:2025-03-05