
خاص موقع جمعية العمل البلدي - نور شعبان
وسط الدمار الذي لحق بالقرى الحدودية، يبرز عمل البلديات التي تحاول التغلب على الصعوبات والتحديات لإعادة الحياة إلى الجنوب المُقاوم. بلدة رب ثلاثين، حيث لم يسلم فيها حجر ولا شجر من آلة الحرب الإسرائيلية، ورغم الخراب الهائل، تعمل البلدية جاهدة على إعادة الحياة للبلدة، متحدية التدمير الممنهج الذي نفذه الاحتلال.
وفي حديث لموقع جمعية العمل البلدي، قال رئيس بلدية رب ثلاثين علي بركات، إن حجم الدمار في البلدة لا يقل عن أي قرية حدودية. فقد دُمّر 90% من المنازل بالكامل، أما الـ10% المتبقية فهي غير صالحة للسكن بسبب عمليات الحرق والتخريب التي نفذها الاحتلال. ولم يقتصر الأمر على المنازل، إذ تعمد العدو نسف أحياء بأكملها بشكل ممنهج، مستفيدًا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي خرقه مرارًا.
أما المرافق العامة، فلم يسلم منها شيء، فقد طال التدمير المساجد، الحسينيات، المدارس، وحتى مبنى البلدية الذي تعرض لأضرار جسيمة. ويشرح بركات أن العدو لم يترك أي مرفق، حيث استهدفت البنية التحتية بالكامل، إذ تم تدمير شبكات المياه بالكامل، وخزانات المياه الكبيرة التي كانت تغذي البلدة. كما قام الاحتلال بجرف الطرقات واقتلاع أعمدة الكهرباء وتخريب المولدات، إضافة إلى تدمير شبكة الاتصالات بالكامل.
"العدو اقتلع وأحرق 80% من أشجار الزيتون وجرف الأراضي الزراعية بالكامل، ولوّث التربة بأسلحته المحرمة دوليًا"، يقول بركات في حديثه لموقعنا. ويضيف: "رغم هذا الحجم من الدمار، لم تستسلم البلدية، بل بدأت منذ اليوم الأول بالعمل بالتعاون مع جمعية جهاد البناء، وجمعية العمل البلدي، ومجلس الجنوب. تم فتح الطرقات وتنظيفها رغم عمليات الجرف والتدمير الهائل، وانتشال جثامين الشهداء في ظل ظروف صعبة ونقص في المعدات".
لتسريع عودة الخدمات، قامت البلدية بالتواصل مع مؤسسة كهرباء لبنان لصيانة المحطات والشبكات. وفي مشروع مشترك مع جمعية العمل البلدي، تتجهز طرقات البلدة بأكثر من 300 لمبة تعمل على الطاقة الشمسية. كما تتواصل البلدية أيضًا مع مؤسسة مياه لبنان لتسريع إعادة المياه إلى البلدة وتأمين الخدمة للعائدين من التهجير القسري، فضلاً عن تقديم المساعدات الغذائية للأهالي بالتعاون مع مجلس الجنوب.
في ختام حديثه لموقعنا، يقول بركات إن إحصاء الأضرار قد اكتمل، والبلدية تمتلك خططًا مدروسة لإعادة الإعمار، لكنها بانتظار المساعدة من الدولة. وأضاف أن البلدية تعمل بالتعاون مع جمعية العمل البلدي في ظل غياب تام للدولة وللجمعيات والمنظمات الدولية، واعدًا أنه رغم كل الصعوبات، ستعود رب ثلاثين أجمل مما كانت، ولن تسمح للعدو بفرض واقع جديد عبر الدمار. فالأهالي، رغم مأساتهم، عازمون على العودة وبناء بلدتهم من جديد.
تاريخ النشر:2025-03-07